responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنقيح الأصول المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 1  صفحة : 69

اللّفظ في ذهن المخاطَب، و ينتقل بهذه الصورة إلى شخص اللّفظ؛ بحيث يُوجد بالحركة الإرجاعيّة خطّ موهوم من اللّفظ إلى الصورة الذهنيّة، و منها إلى اللّفظ نفسه، و للصورة نحو حكاية عن اللّفظ و دلالة، فاللّفظ محكيٌّ و موجب لإيجاد حاكي نفسه في ذهن المخاطب، و حينئذٍ فهو ليس من قبيل الإلقاء أيضاً.

تنبيه:

استعمال اللّفظ في شخصه و نوعه و مثله ليس حقيقةً، كما أنّه ليس مجازاً أيضاً؛ أمّا أنّه ليس بحقيقةٍ فلعدم استعماله فيما وضع له، و أمّا أنّه ليس بمجازٍ فلأنّه ليس من قبيل الاستعارة؛ لأنّ المهمّ في الاستعارة هو تشبيه شي‌ءٍ بشي‌ءٍ، مع كون المتكلِّم بصدد بيان الكلام الفصيح البليغ، كما في مقام إلقاء الخطبة أو إنشاد الشّعر كما في قوله:

قامت تظلّلُني و من عجبٍ‌* * * شمسٌ تظلّلُني من الشمسِ‌ [1]

و ما نحنُ فيه ليس كذلك؛ إذ ليس مراد المتكلّم تشبيه نوع اللّفظ أو مثله أو شخصه به، مع أنّه ليس في مقام إلقاء الكلام الفصيح، و على فرض أنّه استعارة فقد عرفت أنّ اللّفظ في الاستعارة ليس مستعملًا في غير ما وضع له، و ليس- أيضاً- مجازاً مُرسلًا، و هو واضح.

فائدة:

هل الألفاظ موضوعة للمعاني النفس الأمريّة من حيث هي، أو لها من حيث أنّها مرادة؟

لا شُبهة في أنّ الحقّ هو الأوّل، و قد تقدّم أنّ حقيقة الوضع هو جعل اللّفظ للمعنى، و هو أمرٌ اعتباري لا جعل العلاقة بينهما تكويناً، و لا التعهّد و الالتزام بأنّه متى‌


[1]- مفتاح العلوم: 157.

اسم الکتاب : تنقيح الأصول المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 1  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست