اشتهر بين الادباء أنّ الحروف لا يُخبر عنها و لا بها [1] مُستدلّين بأنّها مغفول عنها للمتكلّم عند التكلّم.
فإن أرادوا أنّها تُتعقّل استقلالًا، فهو صحيح؛ لأنّ المعاني الحرفيّة كلّها كذلك، لكنّ الإخبار عنها و بها لا يتوقّف على تعقّلها كذلك، بل يصحّ الإخبار عنها و بها بتعقّلها تبعاً للغير، كما أنّها في وجودها الخارجي كذلك، بل المخبر به أو عنه في جميع القضايا هي النسب الجزئيّة، فالمرادُ من قولنا: «زيد له القيام» هو الإخبارُ عن وقوع النسبة بينهما، و من مثل «ضرب زيد» الإخبارُ عن وقوع النسبة الخبريّة، لا الإخبار عن زيد و لا بالضرب. نعم لا تقع الحروف مبتدأً، و لا يبتدأ بها في الكلام لاعتبار الاستقلال في المبتدأ.