responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 0  صفحة : 83

المعرض ناصع الأسلوب. و هذه ألفاظ غير محدودة المعنى، بل يختلف معناها باختلاف الأذواق؛ و لكن ليس من قبيل هذه الكلمات المبهمة ما نطري به شعر الشريف بأبهة التاج و حشمة الملوك، و بالروعة و الجلالة، لأن هذه الصفات محسوسة محدودة المعنى لا تتحكم بها الأذواق، و لذا لا نجد فيما نحكم له بها خلافا من أحد مهما كان ذوقه و مهما لطف مزاجه.

مقارنته بالمتنبي‌

:

إذا نحن أردنا أن نقارن بين شعري الشريف و المتنبي-و لا بد من المقارنة و هو ذلك الفحل الغوار على المعاني و شعره ذلك الشعر الفخم العالي- لا نجد شعر الشريف يفوقه فيما ذكرناه من الابهة و الجلالة فقط، بل تجد كثيرا في شعر المتنبي غموض المعنى و غرابة اللفظ و وعورة المسلك، ثم المبالغة و الغلو بصوغ الأكاذيب تاجا لكثير ممن لا يستحق إلا الجفوة، ثم الفخر الكاذب و الدفاع عنه، و بعد ذلك نجد الكلمات القبيحة التي يستعملها الخلعاء، أما القذف و القذع في الهجاء فحدث عنه و لا بأس عليك، و إذا كان الغلو و الكذب و الهجاء من الأمور الشائعة التي قلما يخلو عنها شاعر، و قد تدعو الظروف لها، فان فيما عداها كفاية في سقوطه أمام شعر الشريف النزه.

إن عمدة ما يمتاز به شعر المتنبي هو بعد المعاني مع تقريبها الى الحس بألفاظ تطابقها، غير نابية و لا مبذولة، و هو الشطر الأوفر من شعره في جميع ضروبه حتى في الهجاء و المجون، و هذا بعض ما حازه شعر الشريف إلا النادر منه، بلا أن يلوح عليه ما يظهر على شعر المتنبي من‌

اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 0  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست