اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي الجزء : 0 صفحة : 65
مناصبه
تمهيد
لا أريد في هذه النّبذة أن احدد هذه الأمارات و ما يجب فيها، و ما يلزم الأمير و المأمور، و لكن بمقدار ما تعلم به كرامة الشريف و حياته الاجتماعية من ناحية هذه المناصب الثلاثة التي عرفنا من مطاوي الفصول السابقة أنها عهدت اليه؛ لكن جاء في معاتبة القادر له على ممالأته لملوك مصر زيادة على ذلك، و هي «الخلافة على الحرمين و الحجاز» ، إذ قال حاجبه لأبيه ابى احمد: «أ لم نولّه المظالم؟أ لم نستخلفه على الحرمين، و جعلناه امير الحجيج؟» . و هذا المنصب لا نجد له في فخرياته أثرا و عسى أن يكون عهد اليه فى أخريات أيامه.
(1) النقابة
:
كان اشتراع النقابة على الطالبيين خاصة، فى ملاك وظائف الدولة، سيما في القرن الذي عاش فيه الشريف و ما بعده، من أصوب التدابير التي اتخذها الملوك المستبدون بالحكم في أقطار الشعوب الاسلامية التي يكثر فيها الطالبيون، لأن هؤلاء كانوا يتواثبون على الخلفاء و ولاة الحكم بما يقلق الراحة و يخل بالأمن، او يزلزل العرش موقتا، كل ذلك إعادة للحق المهتضم-باعتقادهم- الذين يرون انهم وراثه الشرعيون، لا غيرهم؛ و من جهة اخرى كان الناس بل الملوك يرونهم طبقة ممتازة بالشرف و الانتماء الى الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و انه يجب من جهة التعظيم و التكريم اللازمين أن تشرع لهم انظمة خاصة، و يرعاهم رجل منهم يكون كخليفة عليهم و هو
اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي الجزء : 0 صفحة : 65