اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي الجزء : 0 صفحة : 11
الدولة، لأبى أحمد-و هو يلقي القبض عليه ليعتقله في القلعة بفارس-:
«كم تدل علينا بالعظام النخرة» ، على صدق المثل السائر (الولد على سرّ أبيه) . و إن للشريف من الفخر بنفسه من أخلاق و ملكات عالية يمتاز بها عن غيره ما يغنيه عن التمجد بآبائه، و كفى أن نثبت له في هذه النبذة ما ينبئ عنه قوله:
ملكت بحلمي فرصة ما استرقّها # من الدهر مفتول الذراعين أغلب
فحسبي أني للأعادي مبغّض # و أني إلى غرّ المعالي محبب
وقور فلا الالحان تأسر عزمتي # و لا تمكر الصهباء بي حين أشرب
و لا أعرف الفحشاء إلا بوصفها # و لا انطق العوراء و القلب مغضب
لساني حصاة يقرع الجهل بالحجى # إذا نال مني العاضة المتوثب
و لست براض أن تمس عزائمي # فضالات ما يعطى الزمان و يسلب
غرائب آداب حبانى بحفظها # زمانى و صرف الدهر نعم المؤدب
مولده. نشأته. أسرته لابيه. أسرته لامه
:
ولد الشريف في مدينة السلام: مدينة الثقافة و عاصمة الشرق، سنة 359 ه، ذلك الزمن الذي امتدت إليه حضارة عصر المأمون، و أخذ بنصيب وافر من أبهته و جلالة العمران فيه؛ فاستهل في حجور سامية، و درّت عليه فيها أخلاف العفاف الهاشمي، و درج من أحضان الحصانة و الامانة الى ظل و وارف من الزعامة و العظمة، فنشأ كما يقول:
اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي الجزء : 0 صفحة : 11