قد عرفت ان المعانى للالفاظ اما حقيقة و اما مجاز و من المسلمات ان المعانى الحقيقية كانت موضوعة لها لالفاظها بالوضع الصادر من الواضع حقيقة بمعنى ان الواضع قد وضع هذا اللفظ لذلك المعنى حقيقة فيكون ذلك المعنى مفهوما حقيقيا لهذا اللفظ و به يرتبط اللفظ بالمعنى بحيث يستلزم سماع اللفظ تصور المعنى فى ذهن السامع و لا يكون هو الا لذلك الارتباط و العلاقة الموجودة بينهما و لا نعنى بالوضع الا هذا الارتباط، فمن علم وضع لفظ لمعنى و الارتباط بينهما فهو و إلّا فلا بد له الرجوع الى علائم الوضع لتشخيص المعنى الحقيقى عن المجازى.
(ثم) ان علائم الوضع ثلاثة التبادر و الاطراد و صحة السلب، و بقرينة التقابل تكون علائم المجاز ثلاثة ايضا و هى عدم تلك اعنى عدم التبادر و عدم الاطراد و عدم صحة السلب.