و حديث المتن بمقدار ما ورد فيه غير مرتبط بموضوع الكتاب، الّا بإضافة أنّ عليّا (عليه السلام) هو الّذي قام بتبليغ سورة براءة، و أنّ النبيّ بعثه بها بعد أن أخذها من أبي بكر و قال له: «لا يؤدّي عنّي الّا أنا أو رجل منّي» و ما يقرب من هذا.
و ان اعتبرنا الحديث (29) متصلا بالحديث (30) بحيث يكون تتمّة له و كانا حديثا واحدا تمّ ارتباطه بموضوع الكتاب، لكنّ الذي يظهر من المتابعة في المصادر أنّ لكلّ من الآيتين شأنا خاصّا، فالحديث (29) يرتبط بتبليغ سورة براءة، و الحديث (30) يرتبط بالأذان و هو إعلان الكلمات الأربع.
و التبليغ و الأذان، و إن كانا متّحدين في الهدف و قد وردا معا في بعض الروايات، إلّا أنّهما منفصلان في العرض و الصدور، و قد وردا منفصلين في سائر الأخبار و الآثار، و يدلّ على التعدّد و الانفصال في حديثنا هذا الفصل بينهما بكلمة: (و قوله) التي يستعملها المؤلّف للفصل بين حديثين تنفصل آيتاهما معنى و نزولا.
فنحن نعرض هنا ما يرتبط بتبليغ براءة من الروايات، و نعرض ما يرتبط بالأذان في تخريج الحديث (30) التالي، و أمّا المشترك بينهما فنورده في أحد الموردين:
1- فعن عليّ ((عليه السلام)) أنّه ذكر ذلك في حديث الشورى، في مناقب الخوارزميّ ص (223) و أورده الشيخ الطوسيّ في أماليه (2/ 161) و في