responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تعليقة على حاشية الأستاذ على الفرائد المؤلف : سلطان العلماء    الجزء : 1  صفحة : 15

الاستصحاب فى التنبيه الرابع و فى مبحث الظن فى العقائد و للانسان غاية خاصة و ان طبيعة الانسان منذ فطرها اللّه تعالى متوجهة الى جهة وجودية حسنة على وجه الدوام و الاستمرار و تنحو بجميع ما اوتيته من القوى المتعددة المتفاوتة نحو غاية واحدة تكون تماما و كمالا له و تطلق على الغاية لاجلها الشى‌ء اسم الخير و هو المطلوب بالذات و هو خير حسن بالذات و لكنه قد يقع الخطاء فى التطبيق فانه قد يحسب الخير التخييلى الملائم للنفس خيرا حقيقيا كما قال اللّه تعالى‌ (وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) فظهر ان الانسان سائر بجبلته الى الخير اذ تركيب المادة مع الروح يقلبها الى الخير و للفطرة التى فطر الناس عليها آفات و هى حر نار القوة الشهوية المهيجة لجلب الخير التخييلى الذى هو شر ضار للانسان و حر نار القوة الغضبية المحركة لدفع الشر التخييلى الذى هو خير واقعى و برد الاوهام من الوهمية المخوفة من فوات الخير الوهمى الذى هو شر واقعى كمنع الزكاة قال اللّه تعالى‌ «الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ» و بالجملة الشر امر عرضى كحجر العثرة للسائر فى الطريق و الخير امر ذاتى محبوب لافراد الانسان و من ثم يشمئزّه من نسبة السوء اليه فيما يصنعه و هذا الخير و الحسن الذاتى فى الطبائع و النبات و الحيوان و الانسان مركوز فى اذهان الناس ليس مكسوبا نظريا حاصلا من تشكيل القياس و هذا هو السر في استقرار سيرتهم على ان الاصل هو الصحة حسبما افاده فى كشف الغطاء بمعنى ان بنائهم على ترتيب آثار التمام و الصحة انما يكون لاجل ارتكازها فى اذهانهم بحيث لو انقدح احتمال الخلاف فى اذهانهم لم يعتنوا به لا ان اصالة الصحة قاعدة اخترعوها كالعقود و الايقاعات المتداولة بينهم لاجل انتظام امور معايشهم و معاشراتهم و عليه فلا معنى اردع الشارع لاصل بنائهم على الصحة اذ التمامية و الصحة فى الانواع كما هى سنة اللّه تعالى فى ما عدى الانسان و هى الفطرة التى فطر الناس عليها كذلك صورتها المرتسمة فى اذهانهم كالمعلومات الاولية التى تكون موهبة من اللّه تعالى نعم يمكن الردع من الشارع فى بعض الصور كالصور التى ذكرها فى كشف الغطاء و سيتلى عليك بيانه إن شاء اللّه تعالى (و اما استقلال العقل بلزوم اختلال نظام المعاش و الماد فيما اذا لم يبين على هذا الاصل فتوضيحه ان قضية ارتكاز معنى التمامية

اسم الکتاب : تعليقة على حاشية الأستاذ على الفرائد المؤلف : سلطان العلماء    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست