(و قد ذكرنا ما يدل على توثيقه في الفوائد الطوسية) و أي توثيق أولى من اشتهاره شرقا و غربا، بل هو أبلغ من التوثيق.
ورد بغداد سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة، و سمع منه شيوخ الطائفة و هو حدث السن، ثم رجع و مات بالري سنة احدى و ثمانين و ثلاثمائة و دفن بها، و قيل في تاريخه" كله شفا".
و من كتبه كتاب" مدينة العلم"، و هو على ما قاله ابن شهرآشوب في معالم العلماء عشرة أجزاء و" من لا يحضره الفقيه" أربعة أجزاء. و قال الشيخ البهائي في حواشية: المستفاد من هذا الكلام أن مدينة العلم أكثر من كتاب من لا يحضره الفقيه بكثير، و قد صرح الشيخ في الفهرست أيضا بأنه أكبر منه، فما في كلام بعض الأصحاب من أنه لا يزيد على كتاب من لا يحضره الفقيه مما لا ينبغي الإصغاء اليه. انتهى.
و أقول: و قد يقال انه لا يزيد فيه حديث لم يكن في الفقيه و سائر كتبه المتداولة و هذا مع كونه مجرد دعوى بلا دليل ينافيه استدلال العلامة بحديث نقله منه في كتاب الصلاة من كتاب المنتهى و ليس في غيره.
ثم ان هذا الكتاب على ما يظهر من رسالة وصول الأخيار إلى علم دراية الأخبار تأليف والد الشيخ البهائي كان في عصره، و قد قال فيه: أن كتب أصول الحديث في عصره خمسة، و عد كتاب مدينة العلم أولا ثم الفقيه. و كذا كان في زمن العلامة أيضا على ما أومانا اليه، و لكن يظهر من سياق كلام البهائي أنه لم يره، فلعله تلف في يد والده في بعض الأسفار.
و قد سمعت من شيخنا المعاصر أنه رآه في جبل عامل أيضا أيام أقامته بها.
و أنا رأيت أيضا بعض الأخبار المنقولة على ظهر كتاب في بلاد مازندران و كان بخط بعض تلامذة البهائي أو تلامذة تلامذته.