و ذكر أبو الحسن الصابي و ابنه غرس النعمة محمد في تاريخهما ان القادر بالله عقد مجلسا أحضر فيه الطاهر أبا احمد الموسوي و ابنه أبا القاسم المرتضى و جماعة من القضاة و الشهود و الفقهاء و أبرز إليهم أبيات الرضي التي في أولها:
ما مقامي على الهوان و عندي * * *مقول صارم و أنف حمي [1]
قال الخليفة للنقيب أبي احمد: قل لولدك أي هو ان قد أقام عليه عندنا، و أي ضيم لقي من جهتنا، و أي ذل أصابته في ملكنا؟ ما الذي يعمل معه صاحب مصر؟
و ذكر إحسانه اليه بالنقابة و ولاية المظالم و استخلافه على الحرمين و تامره على الحاج. فأنكر الرضي الشعر و التمس القادر منه أن يطعن في أنساب المصريين، فأبى و صرف القادر بعد ذلك الرضي عن النقابة و ولاها محمد بن عمر الشابشتي.
و أقول: قد رأيت هذه الخطابة أبسط منه في موضع آخر، و هو أنه ...
و نقل الشيخ علي في الرسالة الخراجية: أن للسيد الرضي ثلاثين ولاية.
و قال بعض العلماء: ان السيد الرضي دفن أولا في بغداد ثم نقل بعد مدة إلى حائر الحسين (عليه السلام) مع نعش والده و دفن بجنب السيد المرتضى.
و أقول: لعله سهو، لأن موت المرتضى متأخر عن موت السيد الرضي، و نقل نعشه أيضا غير معروف. فتأمل.
و يظهر من تفسير حقائق التنزيل الذي هو من مؤلفات السيد الرضي أن السيد قرأ النحو على أبي علي الفارسي، و يذكره فيه بوصف الأستاذية و يعظمه غاية التعظيم.