اسم الکتاب : تعريب موسوعة عاشوراء المؤلف : خليل زامل العصامي الجزء : 1 صفحة : 86
... اذا كنّا نبغي إنقاذ الهند فلا بد لنا من انتهاج الطريق نفسه الذي سلكه الحسين بن علي (عليه السلام)».
- عاشوراء في رأي الآخرين، الايثار، طلب الشهادة، دروس عاشوراء
(1)
تحريف وقائع عاشوراء:
استهدفت نهضة الإمام الحسين الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و إنقاذ الإسلام و محاربة الطغيان و التسلّط، و لا شكّ انّ للتطلّعات الكبرى أهداف سياسية و اجتماعية، و هذا التشجيع الذي يدعو إلى البكاء على سيّد الشهداء، و العزاء على سيّد المظلومين إنمّا يرمي إلى الحفاظ على مدرسة الجهاد و الشهادة و صيانة القيم، و لكن ممّا يبعث على الأسف انّ الكثير من التحريف قد طرأ على هذه الواقعة سواء فيما يتعلّق باهدافها و دوافعها، أم فيما يخصّ الشخصيات البارزة التي شاركت في صنع تلك الملحمة، أم في منهجها و توجهاتها.
بعض التحريف لواقعة عاشوراء استهدف محتواها، و البعض الآخر تعرّض لصورتها الظاهرية و شخصياتها؛ فبعض الكتب التي كتبت تحت عنوان المقتل، و المجالس التي تعقد لاحياء ذكرى عاشوراء و التي تبدو و كأنّها قد وضعت لمجرّد ابكاء المستمعين، امتزجت بالاخبار الضعيفة و غير المسندة، حتّى الكاذبة.
ان المحبوبية التي حظيت بها شخصيات عاشوراء في قلوب الناس دفعت إلى نقل احداث تلك الملحمة بكثير من الغلو و المبالغة غير المعقولة، و البعد عن الصدق.
فأضيفت أرقام إلى عدد القتلى، و نقلت بعض الحوادث المأساوية ظاهريا، بمزيد من التهويل و الغلو.
(2) و انحدر الدافع من وراء تلك الملحمة الدموية حتّى إلى درجة «القتل لغرض الشفاعة لذنوب الامّة» احيانا. و بدت مواقف الإمام الحسين، و زينب، و الإمام السجاد، و الاطفال، و اهل البيت بصورة العجز و الذلة و الحقارة و المهانة امام بعض الفساق من امثال يزيد، و عمر بن سعد، و ابن زياد، و شمر. و تبدّلت الارادة الكبرى
اسم الکتاب : تعريب موسوعة عاشوراء المؤلف : خليل زامل العصامي الجزء : 1 صفحة : 86