اسم الکتاب : تعريب موسوعة عاشوراء المؤلف : خليل زامل العصامي الجزء : 1 صفحة : 58
قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى[1].
و اعتبر الرسول مكانتهم في هداية الامّة و انقاذ محبيهم كمثل سفينة نوح، فقد روى أبو ذر عن رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) انه قال:
«إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من دخلها نجا، و من تخلّف عنها غرق» [2].
و استنادا إلى ما جاء في الروايات فانّ طاعة الائمّة فرض، و مودّتهم واجبة، و عصيان أمرهم ذنب، و كل من مات على محبتهم مات شهيدا، و ولايتهم فرض و سبب لقبول الأعمال، و جواز لعبور الصراط، و انّ عدوّهم عدوّ للّه.
(1) روي انّ أبا بصير سأل الإمام الصادق (عليه السلام): من هم آل محمد؟ قال:
ذرّيته. فقال: و من هم أهل بيت محمد؟ قال: الأئمة الّذين هم أوصياءه.
أهل البيت بمنزلة حلقة الوصل بيننا و بين اللّه، و لو انقطعت هذه الصلة لانقطع ارتباطنا باللّه. و لهم دور كبير في تعليم و تبيين معارف الدين؛ اذ لا بد من معرفة القرآن و ادراك حقائقه منهم، لأن علمهم من اللّه و قد نشئوا في بيت الوحي، و هم ورثة علوم النبي، بهم تكون الشفاعة و التوسل، و من جملة مهامهم تنقية الدين من التحريف، و محاربة البدع.
و مثلما يتعلّم التلميذ الكتاب بواسطة المعلّم، فانّ ائمّة أهل البيت هم المعلّمون لهذا الكتاب. و لو خلا الصف من المعلّم فلا جدوى من الكتاب لوحده.
و لهذا السبب اعتبرت اطروحة «حسبنا كتاب اللّه» خاطئة. فهذين «الثقلين» لا ينفصلان عن بعضهما إلى يوم القيامة و المثول في جوار حوض الكوثر.