اسم الکتاب : تعريب موسوعة عاشوراء المؤلف : خليل زامل العصامي الجزء : 1 صفحة : 477
كان لهجرة الحسين أيضا دور كبير في احياء دين جدّه، و صار محرّم بداية للسنة الهجرية و كانت الهجرتان كلتاهما في سبيل الدين و بقاء الرسالة.
كان النبي موسى (عليه السلام) قد خرج من مصر خائفا أيضا: فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ[1]، لأن فرعون و اتباعه كانوا يريدون قتله، و هاجر أبو عبد اللّه من جوار قبر جدّه سالكا الطريق الى مكّة و هو يقرأ نفس تلك الآية [2]، و كانت هجرته من مكّة هربا من الموت الذي كان يدبّره له يزيد، و توجه الى الموت الذي يثمر من بعده، و هكذا كانت هجرة الرسول أيضا لافشال خطّة من كانوا يدبّرون لمقتله ليلة المبيت، فتوجه من مكّة الى غار ثور و منه الى المدينة.
ان الهجرة ضرورة لأية ثورة عقائدية، لأنها تتضمن الانسلاخ من النوازع المادية و الاستعداد للبذل في سبيل الهدف، و فيها أيضا رحيل عن الاهل و الارض و الوطن و جميع الاواصر المادية الاخرى. و الهجرة تمنح المهاجر التجربة و النضوج، و تفتح فكره على آفاق أوسع و ارحب، و يمتد تأثيرها حتى الى تغيير مناطق الهجرة.
- دروس من عاشوراء
(1)
هدم قبر الإمام الحسين (ع):
لمّا كانت التربة الدامية لسيد الشهداء (عليه السلام) مصدر إلهام على طريق مقارعة الظلم، فقد كان قبره على الدوام موضع تكريم يتحلقون حوله الأحرار، و مما ضاعف من شدّة ذلك التكريم تأكيدات الأئمة على ضرورة زيارة قبره الشريف، و هذا ما جعل الحكّام الظلمة يستشعرون الخطر من هذا الجانب دائما و يعملون على هدم قبره.
منذ عهد بني اميّة كانت زيارته ممنوعة و تخضع لرقابة، و الى عهد هارون