و جاءت امثال هذه المراثي في كتب المقتل و كتب الروايات [1].
قال الشهيد المطهري في هذا المجال: «في القمقام تم نقل قسم كبير من مراثي الجن بصورة الشعر، و لا يستبعد ان تكون هذه الأبيات الشعرية قد نظمت من قبل المحبّين و الشيعة، خاصة و انها تعبّر عن حنين و عمق في الاحساس و العواطف.
و لكن لمّا كان الوضع لا يحتمل التصريح بتلك العلاقة في زمن الحكومات التي كانت تطارد الشيعة و المحبين لآل البيت، فانّ أصحابها كانوا ينشرونها على انّها من أشعار الجن. و بهذا كانوا يخفون على النظام من جهة، الجهات الحقيقية الناظمة لها، و يجعلون الناس تحفظها و ترددها بسهولة أكثر من اخرى» [2].
من الطبيعي ان الأشعار على لسان الجن تختلف عن موضوع العزاء و البكاء عليه من قبل الملائكة.
- الملائكة البواكي
(1)
نهب الخيام:
بعد مقتل الحسين (عليه السلام) هجم جيش عمر بن سعد على الخيام و نهبها و اضرم النار فيها، فهربت النساء و الأطفال في الصحراء و هم حفاة حواسر مسلبات باكيات. و ان المرأة لتسلب مقنعتها من رأسها و خاتمها من اصبعها و قرطها من اذنها و الخلخال من رجلها [3] و اخذ رجل قرطين لأم كلثوم و خرم اذنها. و جاء آخر الى فاطمة بنت الحسين فانتزع خلخالها و هو يبكي. قالت له: ما لك تبكي؟ قال: مالي
[1] من جملتها: بحار الانوار 45: 233 (باب نوح الجن عليه) و سفينة البحار 1: 190.