responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تعريب موسوعة عاشوراء المؤلف : خليل زامل العصامي    الجزء : 1  صفحة : 346

و الأهم من كل هذا هو العمل بالتكليف، و هذه كلّها من أوجه النصر و ان لقيت في الظاهر الاحباط و الهزيمة.

كان سيّد الشهداء يستهدف انقاذ الدين من الضياع، و فضح الظلم و الباطل.

و قد تحقق له هذا الهدف. اذن فهو قد انتصر حتّى و ان كان الثمن استشهاده هو و أنصاره و سبي أهل بيته. و بعد عاشوراء ظلّت الأهداف الحسينية حيّة و وجدت أتباعا و أنصارا لها. و تركت الواقعة تأثيرها في الأجيال و القرون اللاحقة، و صارت سببا لنشأة الكثير من الحركات و النهضات الاخرى. و هذا يعدّ بذاته نصرا ساحقا.

و قد ورد هذا المعنى في جواب الإمام السجّاد (عليه السلام) على السؤال الذي عرضه على حضرته ابراهيم بن طلحة حيث سأله: من الذي غلب؟ فقال له الإمام (عليه السلام): «اذا دخل وقت الصلاة فأذّن و أقم تعرف من الغالب» [1]. و هي اشارة إلى بقاء دين رسول اللّه في ظل النهضة الحسينية. و قال ابو عبد اللّه نفسه في هذا المعنى:

«ارجو ان يكون خيرا ما أراد اللّه بنا قتلنا أم ظفرنا» [2].

و بهذا المنظار فان الانسان الذي يتّبع الحقّ و يضحى في سبيل اللّه و دينه فهو منتصر على الدوام و ينال احدى الحسنيين. و كل من يتنكب عن مناصرة الحقّ فهو ليس بمنتصر و لا غانم حتّى و ان خرج سالما. و قد صرح سيّد الشهداء بهذا في كتابه إلى بني هاشم و الّذي جاء فيه: «من لحق بنا استشهد و من تخلّف عنّا لم يبلغ الفتح» [3].

النصر العسكري يزول عادة بنصر عسكري آخر. لكن الانتصار المبدئي و لا سيما اذا اقترن بالتضحية العظمى و المظلومية، يبقى حيا في الضمير الانساني، و يجد على الدوام أنصارا و مؤيدين له على مر الأجيال. و هذا الفهم، و هذه الرؤية بالنسبة


[1] أمالي الشيخ الطوسي: 66، الإمام زين العابدين للمقرم: 370.

[2] اعيان الشيعة 1: 597.

[3] كامل الزيارات: 75.

اسم الکتاب : تعريب موسوعة عاشوراء المؤلف : خليل زامل العصامي    الجزء : 1  صفحة : 346
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست