اسم الکتاب : تعريب موسوعة عاشوراء المؤلف : خليل زامل العصامي الجزء : 1 صفحة : 329
سبيل الدين. امّه ليلى بنت أبي مرّة، و هو يومئذ ابن 25 سنة، كما قيل ان عمره كان 18 أو 20 سنة، و هو أول شهيد من بني هاشم يوم الطف [1]، كان كثير الشبه برسول اللّه خلقا و خلقا و منطقا.
لما استأذن أباه يوم عاشوراء و نزل إلى الميدان، رفع الحسين طرفه السماء و قال: «اللهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام اشبه الناس برسولك محمد خلقا و خلقا و منطقا، و كنا اذا اشتقنا إلى رؤية نبيّك نظرنا إليه ...» [2].
تجلّت شجاعة علي الاكبر و بصيرته في دينه يوم عاشوراء، و من ابرز معالم ذلك الوعي كلماته و ما كان ينشده من الرجز. و عند قصر بني مقاتل خفق الحسين برأسه خفقة ثم انتبه و هو يقول: «إنا للّه و انا إليه راجعون» و كررها ثلاثا، فقال له على الاكبر: يا ابتا مما استرجعت؟ فقال (عليه السلام): يا بني اني خفقت برأسى خفقة فعنّ لي فارس على فرس و قال: القوم يسيرون و المنايا تسير إليهم، فقال له:
أ و لسنا على الحقّ؟ قال: بلى. قال: «فإنّنا اذن لا نبالي ان نموت محقّين» [3].
و في يوم عاشوراء كان هو اول من تقدّم من الهاشمين للحرب، و لما برز إلى القتال دعا الحسين على القوم و قال: انّهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلونا و يقتلونا.
حمل علي بن الحسين على القوم عدّة مرّات و قاتل قتال الابطال، و كان يرتجز و يقول:
انا علي بن الحسين بن علي * * * نحن و رب البيت أولى بالنبي
تالله لا يحكم فينا ابن الدعي * * * اضرب بالسيف احامي عن أبي