(1) ذكر ابن الاثير يقول: «فلما أمسوا قاموا الليل كلّه يصلّون و يستغفرون و يتضرّعون و يدعون، و في الغد عبّا الحسين أصحابه بعد صلاة الصبح» [2].
و عند الظهر ذكّره أبو ثمامة الصائدي بوقت الصلاة، فقال له: جعلك اللّه من المصلّين الذاكرين. ثم صلّى هو و آخرون صلاة الخوف. [3] و وقف سعيد بن عبد اللّه و هو من أصحابه، امامة ليقيه من سهام العدو، و لمّا أتمّوا الصلاة سقط على الارض شهيدا في سبيل الصلاة [4]. و قتل الحسين و أصحابه عن آخرهم في سبيل الصلاة.
و لهذا نخاطبه في زيارة وارث بالقول: «أشهد انك أقمت الصلاة و آتيت الزكاة، و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر».
انّ أهم ما يمنح الجهاد قيمة ثمينة هو امتزاجه بالصلاة؛ إذ كان عاشوراء بمثابة اقتران العرفان بالحماسة. و كانت نهضة كربلاء من أجل احياء السنن الدينية و الفرائض الالهية و منها الصلاة. و لا بدّ للشيعي أن يكون مصلّيا خاشعا و أن لا يكتفي من الدين بشعائر العزاء. و حتى المعتقدون بشفاعة الحسين يجب ان يكونوا من المصلّين، لأن الشفاعة لا تشمل تارك الصلاة. و يا حسرة على من يشمّرون عن الأيدي و السواعد في أيام العزاء و اللطم، و لا يعيرون أهمية للصلاة الواجبة.
- أبو ثمامة الصائدي، سعيد بن عبد اللّه، دروس من عاشوراء
(2)
الصنج:
اسم لأداة دائرية من النحاس أو البرونز لها مقبض في الجزء الخارجي منها.
يستخدم زوج منها؛ كل فرد في يد، و ذلك في مواكب العزاء و ضرب السلاسل و حيث يتم اللطم على انغامها المثيرة للحماس.