responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم    الجزء : 2  صفحة : 760

و الأصوات قد انخمدت، و الدّنيا بنور القمر قد أضاءت، و أنا في غاية الضعف، فرأيت فارسا مقبلا عليّ فقلت في نفسي انّه يقتلني لأنّه يريد متاعي فلا يجد شيئا عندي فيغضب لذلك فيقتلني، و لا أقلّ من أن تصيبني منه جراحة.

(1) فلمّا وصل إليّ سلّم عليّ فرددت عليه السلام و طابت منه نفسي، فقال: ما لك؟ فأومأت إليه بضعفي، فقال: عندك ثلاث بطّيخات، لم لا تأكل منها؟ فقلت: لا تستهزأني و دعني على حالي، فقال لي: انظر إلى ورائك، فنظرت فرأيت شجرة بطّيخ عليها ثلاث بطّيخات كبار، فقال: سدّ جوعك بواحدة، و خذ معك اثنتين، و عليك بهذا الصراط المستقيم، فامش عليه، و كل نصف بطّيخة أوّل النهار، و النصف الآخر عند الزّوال، و احفظ بطّيخة فانّها تنفعك، فاذا غربت الشمس، تصل إلى خيمة سوداء، يوصلك أهلها إلى القافلة، و غاب عن بصري.

(2) فقمت إلى تلك البطيخات، فكسرت واحدة منها فرأيتها في غاية الحلاوة و اللّطافة كأنّي ما أكلت مثلها فأكلتها، و أخذت معي الاثنتين، و لزمت الطريق، و جعلت أمشي حتّى طلعت الشمس، و مضى من طلوعها مقدار ساعة، فكسرت واحدة منهما و أكلت نصفها و سرت إلى زوال الشّمس، فأكلت النصف الآخر و أخذت الطريق.

(3) فلمّا قرب الغروب بدت لي تلك الخيمة، و رآني أهلها فبادروا إليّ و أخذوني بعنف و شدّة، و ذهبوا بي إلى الخيمة كأنّهم زعموني جاسوسا، و كنت لا أعرف التكلّم الّا بلسان العرب، و لا يعرفون لساني، فأتوا بي إلى كبيرهم، فقال لي بشدّة و غضب: من أين جئت؟

تصدّقني و الّا قتلتك، فأفهمته بكلّ حيلة شرحا من حالي.

فقال: ايّها السيد الكذاب لا يعبر من الطريق الذي تدّعيه متنفّس الّا تلف أو أكله السّباع، ثمّ انّك كيف قدرت على تلك المسافة البعيدة في الزّمان الذي تذكره و من هذا المكان إلى المشهد المقدّس مسيرة ثلاثة أيّام أصدقني و الّا قتلتك، و شهر سيفه في وجهي.

(4) فبدا له البطّيخ من تحت عبائي فقال: ما هذا؟ فقصصت عليه قصّته، فقال الحاضرون:

ليس في هذا الصحراء بطّيخ خصوصا هذه البطّيخة التي ما رأينا مثلها أبدا فرجعوا إلى‌

اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم    الجزء : 2  صفحة : 760
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست