responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 83

(1)

الثانية:

«قال أمير المؤمنين عليه السّلام: و لقد كنت معه لمّا أتاه الملأ من قريش، فقالوا: يا محمد انّك قد ادّعيت عظيما لم يدعه آباؤك و لا أحد من بيتك و نحن نسألك أمرا إن أنت أجبتنا إليه و أريتناه علمنا انّك نبيّ و رسول، و إن لم تفعل علمنا انك ساحر كذاب، فقال (صلّى اللّه عليه و آله): «و ما تسألون؟» قالوا: تدعو لنا هذه الشجرة حتى تنقلع بعروقها و تقف بين يديك، فقال (صلّى اللّه عليه و آله): إنّ اللّه على كل شي‌ء قدير، فإن فعل اللّه لكم ذلك، أ تؤمنون و تشهدون بالحقّ؟ قالوا: نعم، قال: فانّي سأوريكم ما تطلبون و انّي لأعلم انّكم لا تفيئون الى خير و انّ فيكم من يطرح في القليب و من يحزّب الاحزاب، ثم قال (صلّى اللّه عليه و آله): يا ايتها الشجرة! إن كنت تؤمنين باللّه و اليوم الآخر و تعلمين إني رسول اللّه، فانقلعي بعروقك حتى تقفي بين يديّ باذن اللّه، فو الذي بعثه بالحق، لانقلعت بعروقها، و جاءت و لها دويّ شديد و قصف كقصف أجنحة الطير حتى وقفت بين يدي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) مرفرفة و ألقت بغصنها الاعلى على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و ببعض أغصانها على منكبي، و كنت عن يمينه (صلّى اللّه عليه و آله) فلمّا نظر القوم الى ذلك قالوا علوّا و استكبارا: فمرها فليأتك نصفها و يبقى نصفها، فأمرها بذلك، فاقبل إليه نصفها كأعجب اقبال و أشده دويّا، فكادت تلتف برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فقالوا كفرا و عتوّا: فمر هذا النصف فليرجع الى نصفه كما كان، فأمره (صلّى اللّه عليه و آله) فرجع، فقلت أنا: لا إله الّا اللّه، انّي اوّل مؤمن بك يا رسول اللّه و اوّل من أقرّ بأنّ الشجرة فعلت ما فعلت بأمر اللّه تعالى تصديقا بنبوّتك، و اجلالا لكلمتك، فقال القوم كلّهم: بل ساحر كذّاب، عجيب السحر، خفيف فيه، و هل يصدقك في أمرك الّا مثل هذا؟! (يعنونني)» [1].

(2) يقول المؤلف: انّ مؤلف ناسخ التواريخ يقول: هذه المعجزة المنقولة عن لسان علي عليه السّلام في حق رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، تشبه قضية ابرهة و ظهور الابابيل، لان عليا عليه السّلام كان وصيّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و مفترض الطاعة و صادقا و مصدقا، و لا يمكن أن يكذب على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في اطاعة الشجرة له و مجيئها إليه ثم رجوعها الى مكانها لا سيما مع استماع اكثر من عشرين الف نفر في‌


[1] نهج البلاغة، خطبة 192، القاصعة

اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست