قد ذكرنا خبر استشهاد عبد اللّه بن مسلم بن عقيل بعد مقتل علي الاكبر عليه السّلام، فيكون جملة المستشهدين من آل عقيل في نصرة الحسين عليه السّلام سبعة بانضمام مسلم إليهم، و قد ذكر سليمان بن قتّة سبعة أيضا، كما قال في رثائه للحسين عليه السّلام:
عين جودي بعبرة و عويل * * * فاندبي ان بكيت آل الرسول
ستة كلهم لصلب علي * * * قد اصيبوا و سبعة لعقيل
(2)
«مقتل القاسم بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام»
و خرج القاسم بن الحسن عليه السّلام فلما نظر الحسين عليه السّلام إليه قد برز اعتنقه و جعلا يبكيان حتى غشي عليهما، ثم استأذن الحسين عليه السّلام في المبارزة فأبى عليه السّلام أن يأذن له، فلم يزل الغلام يقبل يديه و رجليه حتى أذن له، فخرج و دموعه تسيل على خديه و هو يقول:
ان تنكروني فانا ابن الحسن * * * سبط النبيّ المصطفى المؤتمن
هذا حسين كالاسير المرتهن * * * بين أناس لاسقوا صوب المزن
فقاتل قتالا شديدا حتى قتل على صغره خمسة و ثلاثين رجلا.
(3) قال حميد بن مسلم: خرج إلينا غلام كأنّ وجهه شقّة قمر و في يده السيف و عليه قميص و ازار و نعلان قد انقطع شسع احداهما ما أنسى انها اليسرى فقال لي عمرو بن سعد بن نفيل الازدي (لعنه اللّه): و اللّه لأشدّن عليه، فقلت له: سبحان اللّه و ما تريد الى ذلك؟ يكفيك قتله هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه من كل جانب.