اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 664
فقال: بلى رح الى ما هو خير لك من الدنيا و ما فيها و الى ملك لا يبلى، فقال: السلام عليك يا ابا عبد اللّه صلى اللّه عليك و على أهل بيتك و عرف بيننا و بينك في جنته، فقال: آمين آمين، فاستقدم و قاتل قتال الابطال و صبر على احتمال الأهوال حتى قتل، عليه رحمة المتعال [1].
يقول المؤلف: كان حنظلة بن أسعد من وجوه الشيعة و الشجعان و الفصحاء و قيل فيه شبامي لأنّ أصله ينتهى الى شبام (على وزن كتاب موضع بالشام) و بنو شبام بطن من قبيلة همدان (بسكون الميم).
(1)
«مقتل شوذب و عابس رضي اللّه عنهما»
لما عزم عابس بن أبي شبيب الشاكري على أدراك السعادة العظمى توجه الى صاحبه شوذب مولى شاكر- من متقدمي الشيعة و حفاظ الحديث و حامليه و ذو مقام رفيع بل نقل انه كان له مجلس يجتمع الشيعة فيه و يأخذوا منه الحديث و كان رحمه اللّه وجها فيهم- فقال له: يا شوذب ما في نفسك أن تصنع؟ قال: ما أصنع، أقاتل معك دون ابن بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) حتى أقتل.
قال: ذلك الظن بك فتقدم بين يدي ابي عبد اللّه عليه السّلام حتى يحتسبك كما احتسب غيرك من اصحابه و حتى أحتسبك أنا، فانّه لو كان معي الساعة أحد أنا أولى به منّي بك، لسرّني أن يتقدم بين يدي حتى أحتبسه، فانّ هذا يوم ينبغي لنا أن نطلب الاجر فيه بكل ما قدرنا عليه، فانّه لا عمل بعد اليوم و إنمّا هو الحساب.
فتقدم فسلم على الحسين عليه السّلام ثم مضى، فقاتل حتى قتل رحمة اللّه و رضوانه عليه.
(2) قال الراوي: ثم قال عابس بن ابي شبيب: يا ابا عبد اللّه أما و اللّه ما أمسى على ظهر الارض قريب و لا بعيد أعزّ عليّ و لا أحبّ إليّ منك، و لو قدرت على أن أدفع عنك الضيم و القتل بشيء أعزّ عليّ من نفسي و دمي لفعلته، السلام عليك يا ابا عبد اللّه أشهد اللّه انّي على هديك