اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 662
فبعثه في ثلاثين فارسا و عشرين راجلا و بعث معهم بعشرين قربة فجاءوا حتى دنوا من الماء ليلا و استقدم امامهم باللواء نافع بن هلال الجملي، فقال عمرو بن الحجاج الزبيدي: من الرجل؟ فجيء ما جاء بك، قال: جئنا نشرب من هذا الماء الذي جلأتمونا عنه، قال فاشرب هنيئا، قال: لا و اللّه لا أشرب منه قطرة و حسين عطشان و من ترى من أصحابه.
فطلعوا عليه فقال: لا سبيل الى سقي هؤلاء، إنمّا وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء، فلما دنا منه أصحابه قال لرجاله: املئوا قربكم، فشدّ الرجالة فملئوا قربهم و ثار إليهم عمرو بن الحجاج و أصحابه، فحمل عليهم العباس بن عليّ و نافع بن هلال، فكفوهم ثم انصرفوا الى رحالهم [1].
و نافع هو الذي قال للحسين عليه السّلام في طي كلامه:
و انّا على نياتنا و بصائرنا نوالي من والاك و نعادي من عاداك.
(1)
«مقتل عبد اللّه و عبد الرحمن الغفاريين رحمهما اللّه»
لما رأى أصحاب الحسين عليه السّلام انهم قد كثر قتلاهم و انّهم لا يقدرون على أن يمنعوا حسينا و لا أنفسهم، تنافسوا في أن يقتلوا بين يديه، فجاءه عبد اللّه و عبد الرحمن ابنا عروة الغفاري- من شجعان الكوفة و اشرافها- فقالا: يا ابا عبد اللّه عليك السلام، حازنا العدو إليك فأحببنا أن نقتل بين يديك نمنعك و ندفع عنك.
قال: مرحبا بكما أدنوا منّي، فدنوا منه فجعلا يقاتلان قريبا منه و عبد الرحمن يقول:
قد علمت حقا بنو غفار * * * و خندف بعد بني نزار
لنضربنّ معشر الفجار * * * بكل عضب صارم بتّار
يا قوم ذودوا عن بني الاحرار * * * بالمشرفيّ و القنا الخطّار [2]