فجاء إليه مزاحم بن حريث و قال: انا على دين عثمان، فقال له نافع: أنت على دين الشيطان فحمل عليه و قتله، فلما رأى عمرو بن الحجاج ذلك، صاح بالناس: يا حمقى أ تدرون من تقاتلون؟ تقاتلون فرسان المصر و تقاتلون قوما مستميتين لا يبرز إليهم منكم أحد فانّهم قليل و قلّ ما يبقون و اللّه لو ترمونهم الا بالحجارة لقتلتموهم.
(2) فقال له عمر بن سعد: صدقت، الرأي ما رأيت، فأرسل الى الناس من يعزم عليهم أن لا يبارز رجل منكم رجلا منهم، ثم حمل عمرو بن الحجاج و أصحابه على ميمنة الحسين عليه السّلام من نحو الفرات، و كان يحرض هؤلاء المنافقين على قتل الحسين عليه السّلام و يقول:
يا أهل الكوفة الزموا طاعتكم و لا ترتابوا في قتل من مرق من الدين و خالف الامام، (فضّ اللّه فاك و ألجمك لجاما من نار جهنم بهذه الكلمات التي قلتها و جرحت قلب الحسين عليه السّلام بها).
ثم اضطربوا ساعة فصرع مسلم بن عوسجة الاسدي رحمه اللّه، و انصرف عمر و اصحابه و انقطعت الغبرة فوجدوا مسلما صريعا فمشى إليه الحسين عليه السّلام فاذا به رمق فقال: رحمك اللّه يا مسلم: ... فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا[2].
(3) و دنا منه حبيب بن مظاهر فقال: عزّ عليّ مصرعك، يا مسلم أبشر بالجنة فقال له مسلم قولا ضعيفا: بشرك اللّه بخير، فقال له حبيب: لو لا انّي أعلم انّي في أثرك لاحق بك من ساعتي هذه لأحببت أن توصيني بكل ما أهمّك حتى أحفظك في كل ذلك بما أنت أهل له في القرابة و الدين، قال: بل أنا أوصيك بهذا رحمك اللّه و أهوى بيده الى الحسين عليه السّلام أن تموت دونه،