اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 608
فلما رأى الحسين عليه السّلام ما بي و فرسي من العطش قال: انخ الرواية (و الراوية عندي السقاء)، ثم قال: يا ابن الاخ أنخ الجمل، فأنخته، فقال اشرب، فجعلت كلّما شربت سال الماء من السقاء، فقال الحسين عليه السّلام: اخنث السقاء أي أعطفه، فلم أدر كيف أفعل، فقام فخنثه فشربت و سقيت فرسي.
(1) فلم يزل الحر موافقا للحسين عليه السّلام حتى حضرت صلاة الظهر و امر الحسين عليه السّلام الحجاج بن مسروق أن يؤذن فلما حضرت الاقامة خرج الحسين في ازار و رداء و نعلين فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أيّها الناس انّي لم آتكم حتى أتتني كتبكم و قدمت عليّ رسلكم ان اقدم علينا فانّه ليس لنا امام لعلّ اللّه أن يجمعنا بك على الهدى و الحق، فان كنتم على ذلك فقد جئتكم فاعطوني ما اطمئنّ له من عهودكم و مواثيقكم و ان لم تفعلوا و كنتم لقدومي كارهين انصرفت عنكم الى المكان الذي جئت منه إليكم.
فسكتوا عنه و لم يتكلم أحد منهم بكلمة فقال للمؤذن: أقم، و اقام الصلاة، فقال للحر:
أ تريد أن تصلي بأصحابك، قال: لا بل تصلّي أنت و نصلّي بصلاتك، فصلّى بهم الحسين عليه السّلام ثم دخل فاجتمع إليه اصحابه و انصرف الحر الى مكانه الذي كان فيه، فدخل خيمة قد ضربت له و اجتمع إليه جماعة من أصحابه و عاد الباقون الى صفهم الذي كانوا فيه فأعادوه ثم أخذ كل رجل منهم بعنان دابته و جلس في ظلّها (من شدّة الحر).
(2) فلما كان وقت العصر أمر الحسين بن علي عليه السّلام أن تهيئوا للرحيل ففعلوا ثم أمر مناديه فنادى بالعصر و أقام فاستقدم الحسين عليه السّلام و قام فصلى ثم سلم و انصرف إليهم بوجهه فحمد اللّه و اثنى عليه ثم قال:
اما بعد أيها الناس فانكم ان تتقوا اللّه و تعرفوا الحق لأهله تكن ارضى للّه عنكم و نحن أهل بيت محمد و أولى بولاية هذا الامر عليكم من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم و السائرين فيكم بالجور و العدوان و ان أبيتم الّا الكراهية لنا و الجهل بحقنا و كان رأيكم الآن غير ما أتتني به كتبكم و قدمت به عليّ رسلكم انصرفت عنكم.
اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 608