اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 487
تدعوا عليهم و ترجو اللّه أن يخلصنا من هذا الحبس و البلاء، فلم يجبه عليّ مدّة طويلة، ثم قال:
«يا عمّ انّ لنا في الجنة درجة لن ننالها الّا بهذا البلاء أو بشيء أعظم منه و انّ للمنصور في النار درجة لا ينالها الّا أن يفعل بنا هذا الذي تراه، فان شئت صبرنا على هذا البلاء و العناء فسوف نرتاح منه لانّ الموت قد دنا منّا، و ان شئت دعونا عليهم للخلاص لكن لم يصل المنصور الى تلك الدرجة في النار.
فقالوا كلّهم: بل نصبر، فما مكثوا في السجن الّا ثلاثة ايام حتى ماتوا كلّهم، و مات عليّ بن الحسن في السجدة، فزعم عبد اللّه انّه أخذته الغفوة فقال: أيقظوا ابن أخي، فلمّا حركوه رأوه ميّتا، و كانت وفاته سنة (146) ه يوم السادس و العشرين من شهر محرم و هو ابن (45) سنة.
(1) و روى بعض السادة الحسنية الذين كانوا معه في سجن المنصور فقال: بعد أن أوثقونا بالقيود و الأغلال كانت حلقات الأغلال واسعة فكنّا نخرجها وقت الصلاة و النوم عن ايدينا و أرجلنا و نلبسها اذا جاء السجّان الّا عليّ بن الحسن فكانت القيود في يديه و رجليه دائما و لم يخرجها.
فقال له عمّه عبد اللّه: يا بني لم لا تخرج يدك و رجلك من هذه القيود و الاغلال كما نفعل، فقال: أما و اللّه لن اخرجها حتى ألقى اللّه و أحاجّ المنصور عند اللّه اذا اجتمعنا و أسأله بأيّ ذنب حبسنا و قيّدنا و ظلمنا.
(2) و كان لعليّ بن الحسن خمسة بنين و اربع بنات و هم: 1- محمد 2- عبد اللّه 3- عبد الرحمن 4- الحسن 5- الحسين 6- رقية 7- فاطمة 8- أم كلثوم 9- أم الحسن، و امهم زينب بنت عبد اللّه المحض.
و كان يقال لزينب و زوجها عليّ بن الحسن الزوج الصالح لكثرة عبادتهما و صلاحهما، و كانت تلبس الثياب المندرسة الخلقة بعد ما قتل المنصور اباها و أخاها و أعمامها و أبناء أعمامها و زوجها حتى ماتت، و كانت لا تدعو على المنصور كي تشفّي نفسها حذرا من حبوط
اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 487