اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 458
(1)
ذكر الحسن بن الحسن عليه السّلام
و أما الحسن بن الحسن المعروف بالحسن المثنى، فكان جليلا رئيسا فاضلا ورعا، و كان يلي صدقات جدّه أمير المؤمنين عليه السّلام في وقته، و لمّا ولي الحجاج المدينة من قبل عبد الملك بن مروان أراد ان يشرك عمر بن عليّ عليه السّلام مع الحسن بن الحسن في الصدقات، فامتنع الحسن و قال: هذا خلاف شرط الوقف و لا أدخل فيها من ليس بداخل.
فقال الحجاج: اذا ادخله أنا معك شئت أم أبيت، فسكت الحسن ثم خرج من المدينة و ذهب الى الشام حين غفل عنه الحجاج، فدخل على عبد الملك بن مروان فرحّب عبد الملك به و أحسن مجالسته ثم سأله عن سبب قدومه، فقصّ الحسن عليه حكاية الحجاج، فقال عبد الملك: لم تكن هذه الحكومة للحجاج و ليس ذلك له، فكتب كتابا إليه يأمره أن لا يتجاوز شرط الوقف، فخرج الحسن من عنده بعطاء كثير، معزّزا مكرّما.
(2) و اعلم انّ الحسن لازم ركاب عمّه الامام الحسين عليه السّلام يوم كربلاء، فلما قتل الحسين عليه السّلام و أسر أهل بيته كان الحسن فيهم فانتزعه اسماء بن خارجة الفزاري من بين الاسرى- و كانت بينهما قرابة من الام- و قال: و اللّه لا يصل الى ابن خولة مكروه ابدا.
فقال عمر بن سعد: دعوا لأبي حسان ابن اخته، و ذلك انّ أم الحسن المثنى خولة كانت من قبيلة فزارة، كما كان أبو حسان اسماء بن خارجة من فزارة و من قبيلة خولة، و يقال انّه كانت بالحسن جراحات كثيرة فجاء به اسماء الى الكوفة فداواه حتى برأ منها فذهب الى المدينة بعد شفائه.
(3) و كان الحسن صهر الامام الحسين عليه السّلام و قد تزوج فاطمة بنت عمّه، و روي انّ الحسن المثنى لمّا خطب الى عمّه الحسين عليه السّلام احدى بنتيه (فاطمة و سكينة) قال له الحسين عليه السّلام: «اختر يا بني أحبّهما إليك»، فاستحى الحسن و لم يحر جوابا فقال له الحسين عليه السّلام: «فانّي قد اخترت لك ابنتي فاطمة فهي اكثرهما شبها بامّي فاطمة بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) [1]».