اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 440
شربة سمّ لتسقيها الحسن.
فانصرف عليه السّلام الى منزله و هو صائم فأخرجت له وقت الافطار- و كان يوما حارّا- شربة لبن و قد ألقت فيها ذلك السمّ، فشربها و قال: يا عدوّة اللّه قتلتيني قتلك اللّه و اللّه لا تصيبين منّي خلفا، و لقد غرّك و سخر منك و اللّه يخزيك و يخزيه.
(فاسترجع الامام عليه السّلام و حمد اللّه على نقله له من هذه الدنيا الى تلك الدنيا الباقية و لقائه جدّه و أبيه و عمّيه حمزة و جعفر) فمكث عليه السّلام يومين ثم مضى، فغدر معاوية بها و لم يف لها بما عاهد عليه [1].
(1) و قال الشيخ المفيد رضوان اللّه عليه: لما استقر الصلح بين الحسن عليه السّلام و بين معاوية خرج الحسن عليه السّلام الى المدينة، فأقام بها كاظما غيظه، لازما بيته، منتظرا لأمر ربه عز و جل، الى ان تمّ لمعاوية عشر سنين من امارته و عزم على البيعة لابنه يزيد (و كان هذا الامر خلاف المعاهدة و المصالحة التي وقعت بين الحسن و بينه فكان يلاحظ و يخاف من الامام و يهابه فعزم على قتل الامام).
فدسّ الى جعدة بنت الاشعث بن قيس و كانت زوجة الحسن عليه السّلام و حملها على سمّه (بالسم الذي ابتاعه من ملك الروم) و ضمن لها ان يزوجها بابنه يزيد، فأرسل إليها مائة الف درهم، فسقته جعدة السمّ فبقي اربعين يوما مريضا و مضى لسبيله في شهر صفر سنة خمسين من الهجرة و له يومئذ ثمانية و اربعون سنة و كانت خلافته عشر سنين.
و تولى أخوه و وصيّه الحسين عليه السّلام غسله و تكفينه و دفنه عند جدّته فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف (رضي اللّه عنها) بالبقيع [2].
(2) و روي في الاحتجاج للطبرسي انّه أتى الحسن بن عليّ عليهما السّلام رجل فقال: يا بن رسول اللّه أذللت رقابنا و جعلتنا معشر الشيعة عبيدا- لبني أميّة- ما بقي معك رجل، قال: و مم ذلك؟
[1] الخرائج، ج 1، ص 241- عنه في البحار، ج 44، ص 153