عمرو بن الحمق الخزاعي، العبد الصالح الالهي، من حواري باب علم النبي (صلّى اللّه عليه و آله)، و لقد وصل الى المقام الأسنى بخدمته لأمير المؤمنين عليه السّلام، و أدرك حضوره و قد شارك في جميع حروبه، الجمل و صفين و النهروان، و سكن الكوفة و ساعد حجر بن عدي بعد استشهاد علي عليه السّلام في منع بني اميّة عن سبّه، و هرب من هناك الى الموصل، لما ألقى زياد بن أبيه القبض على حجر، فاختفى عمرو في غار، و لدغته حيّة فيه فمات و أرسل زياد جمعا في طلبه، فلما وجدوه ميتا حزّوا رأسه و جاءوا به الى زياد فأرسل زياد الرأس الى معاوية فجعله على رأس رمح، و كان هذا أوّل رأس رفع على القنا في الاسلام، و قد أخبره أمير المؤمنين عليه السّلام عن عاقبة أمره، و كتب الإمام الحسين عليه السّلام رسالة لمعاوية- في جواب رسالته- و ذكر فيها غدر معاوية و مكره و ظلمه و نقض عهده و قال فيها:
«أو لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) العبد الصالح الذي أبلته العبادة فنحل جسمه و صفر لونه بعد ما أمنته و أعطيته من عهود اللّه و مواثيقه ما لو أعطيته طائرا نزل عليك من رأس الجبل ثم قتلته جرأة على ربّك و استخفافا بذلك العهد ...» [2].
(2) يقول المؤلف: سيأتي في ذكر المقتولين من أصحاب الامام الحسين عليه السّلام، ذكر زاهر الذي كان مع عمرو بن الحمق و دفنه اياه بيده.
[2] اختيار معرفة الرجال، ج 1، ص 253- و عنه في البحار، ج 44، ص 213 و يحتمل قويّا ان رجال معاوية هم الذين قتلوا عمرو بن الحمق و حزّوا رأسه الّا انّ معاوية أشاع خبر لدغ الحية له، و الرواية عن الامام الحسين عليه السّلام تشير الى هذا المعنى و سيأتي من المصنف ما يؤيد هذا المطلب (المترجم)
اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 400