اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 396
(1)
السادس عشر:
عثمان بن حنيف (مصغرا) أخو سهل بن حنيف المذكور سابقا، و هو من السابقين الذين رجعوا الى أمير المؤمنين عليه السّلام و كان واليا على البصرة من قبله، و روي انّه ذهب الى ضيافة فتى من فتيان البصرة و كان قد دعا فيها الأغنياء دون الفقراء، فلما بلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السّلام كتب إليه:
«أما بعد يا ابن حنيف فقد بلغني انّ رجلا من فتية أهل البصرة دعاك الى مأدبة [1] فأسرعت إليها تستطاب لك الألوان و تنقل إليك الجفان و ما ظننت انّك تجيب الى طعام قوم عائلهم مجفوّ [2] و غنيّهم مدعوّ ... الخ» [3].
و هذا هو الذي ضربه طلحة و الزبير لما دخلا البصرة، و جزّا شعر لحيته، و قتلوا كثيرا من جيشه و أخرجوه من البصرة، فبعد معركة الجمل جعل أمير المؤمنين عليه السّلام عبد اللّه بن عباس واليا عليها، و بقى عثمان في الكوفة و سكن هناك الى زمن معاوية.
(2)
السابع عشر:
عدي بن حاتم الطائي، من محبّي أمير المؤمنين عليه السّلام و قد حضر جميع حروبه و قاتل معه لنصرته، قدم على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في السنة العاشرة للهجرة فأسلم على يده، و كان سبب إسلامه انّ جيش المسلمين هجم على جبل طي في السنة العاشرة للهجرة فخربوا معبدهم المسمى ب «الفلس» و أسروا أهله، فهرب عدي بن حاتم- و كان سيد القوم- الى الشام و سبيت أخته و جاءت الى المدينة في جملة السبايا.
فلمّا رآهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) قامت إليه بنت حاتم و كانت امرأة جزلة و فصيحة فقالت: يا رسول اللّه هلك الوالد و غاب الوافد فامنن عليّ، منّ اللّه بك، فلم يجبها النبي (صلّى اللّه عليه و آله) في اليوم