اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 297
(1) انّ أحد نقباء أهل السنة رأى أمير المؤمنين عليه السّلام في المنام، فقال له: يا أمير المؤمنين لقد أعطيتم الأمان للناس يوم الفتح و قلتم من دخل دار ابي سفيان فهو آمن فقد أحسنتم إليه هذا الإحسان العظيم لكن تعامل ابنه معكم بأسوإ المعاملة حيث قتل ابنك الحسين في كربلاء و فعل ما فعل.
فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام: أ لا سمعت أشعار ابن الصيفي؟ قلت: لا، قال: خذ جوابك منه.
قال: فلمّا انتبهت من نومي ذهبت الى دار أبي الصيفي المعروف بالحيص و بيص فذكرت له رؤياي، فلمّا سمعها شهق و بكى بكاء شديدا ثم قال: أما و اللّه قد نظمت هذه الاشعار التي أشار إليها أمير المؤمنين عليه السّلام هذه الليلة، و لم يسمعها أحد منّي و لم أكتبها لأحد، ثم أنشدها و هي:
ملكنا فكان العفو منّا سجيّة * * * و لما ملكتم سال بالدم أبطح
و حلّلتم قتل الأسارى و طالما * * * غدونا على الأسرى فنعفو و نصفح
و حسبكم هذا التفاوت بيننا * * * و كل اناء بالذي فيه يرشح
(2)
الوجه الثامن: «حسن خلقه و انبساطه»
و هذا المطلب أوضح من الشمس حتى انّ أعداءه عابوا عليه كثرة دعابته، و كان عمرو بن العاص يقول انّ عليّا كان كثير الدعابة و المزاح، و قد أخذ عمرو هذا الكلام من عمر فقد جعلها عمر عيبا على أمير المؤمنين عليه السّلام كي لا يسلّم إليه الخلافة.
قال صعصعة بن صوحان و غيره في وصفه عليه السّلام:
كان فينا كأحدنا لين جانب، و شدّة تواضع، و سهولة قياد، و كنّا نهابه مهابة الاسير المربوط للسيّاف الواقف على رأسه.
(3) و قال معاوية لقيس بن سعد: رحم اللّه أبا حسن فلقد كان هشّا بشّا ذا فكاهة، قال قيس:
نعم كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يمزح و يبتسم الى أصحابه و أراك تسرّ حسوا في ارتغاء و تعيبه
اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 297