responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 200

... في باب تجهيزه، ثم قال: يا بلال هلّم عليّ بالناس، فاجتمع الناس فخرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) متعصبا بعمامته متوكيا على قوسه حتى صعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: يا معشر اصحابي أيّ نبي كنت لكم؟ أ لم أجاهد بين أظهركم؟ أ لم تكسر رباعيتي؟ أ لم يعفر جبيني؟ أ لم تسل الدماء على حر وجهي حتى كنفت لحيتي؟

أ لم أكابد الشدة و الجهد مع جهّال قومي؟ أ لم أربط حجر المجاعة على بطني؟

قالوا: بلى يا رسول اللّه لقد كنت للّه صابرا و عن منكر بلاء اللّه ناهيا، فجزاك اللّه عنّا أفضل الجزاء.

قال و انتم فجزاكم اللّه، ثم قال: انّ ربي عز و جل حكم و أقسم أن لا يجوزه ظلم ظالم، فناشدتكم باللّه أي رجل منكم كانت له قبل محمد مظلمة الّا قام فليقتص منه فالقصاص في دار الدنيا أحبّ إليّ من القصاص في دار الآخرة على رءوس الملائكة و الأنبياء.

فقام إليه رجل من أقصى القوم يقال له سوادة بن قيس، فقال له: فداك أبي و أمي يا رسول اللّه انّك لمّا أقبلت من الطائف استقبلتك و أنت على ناقتك العضباء و بيدك القضيب المشوق، فرفعت القضيب و أنت تريد الراحلة فأصاب بطني و لا أدري عمدا أو خطأ.

فقال: معاذ اللّه ان اكون تعمدت، ثم قال: يا بلال قم الى منزل فاطمة، فأتني بالقضيب الممشوق، فخرج بلال و هو ينادي في سكك المدينة معاشر الناس من ذا الذي يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة، فهذا محمد (صلّى اللّه عليه و آله) يعطي القصاص من نفسه قبل يوم القيامة.

و طرق بلال الباب على فاطمة عليها السّلام و هو يقول: يا فاطمة قومي فوالدك يريد القضيب المشوق، فأقبلت فاطمة عليها السّلام و هي تقول يا بلال ما يصنع والدي بالقضيب، و ليس هذا يوم القضيب، فقال بلال: أ ما علمت والدك قد صعد المنبر و هو يودّع أهل الدين و الدنيا، فصاحت فاطمة و قالت: وا غمّاه لغمّك يا أبتاه، من للفقراء و المساكين و ابن السبيل يا حبيب اللّه و حبيب القلوب؟ ثم ناولت بلال القضيب فخرج حتى ناوله رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فقال رسول اللّه: أين الشيخ؟ فقال الشيخ: ها أنا ذا يا رسول اللّه بأبي أنت و أمى، فقال:

تعال فاقتصّ منّي حتى ترضى، فقال الشيخ: فاكشف لي عن بطنك يا رسول اللّه، فكشف (صلّى اللّه عليه و آله) عن بطنه، فقال الشيخ: بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه أ تأذن لي أن أضع فمي على بطنك؟ فأذن له، فقال: أعوذ بموضع القصاص من بطن رسول اللّه من النار يوم النار، فقال رسول اللّه: يا سوادة بن قيس!! أ تعفوا أم تقتصّ؟ فقال:

بل أعفو يا رسول اللّه، فقال (صلّى اللّه عليه و آله) اللهم اعف عن سوادة بن قيس كما عفا عن نبيّك محمد (صلّى اللّه عليه و آله).

ثم قام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فدخل بيت أمّ سلمة و هو يقول: ربّ سلّم أمّة محمد من النار و يسّر عليهم الحساب، فقالت أمّ سلمة: يا رسول اللّه ما لي أراك مغموما متغير اللون، فقال: نعيت الى نفسي هذه الساعة فسلام لك في الدنيا، فلا تسمعي بعد هذا اليوم صوت محمد أبدا، فقالت أمّ سلمة: وا حزناه حزنا لا تدركه الندامة عليك يا محمداه، ثم قال: ادع لي حبيبة قلبي و قرّة عيني فاطمة تجي‌ء، فجاءت فاطمة و هي تقول:

اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 200
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست