اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 152
... وَ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ- بعلي بن ابي طالب عليه السّلام- وَ كانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً[1].
(1) قال بعض العلماء: لو لا انّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بعث رحمة للعالمين لكان هذا الريح الذي هبّ يوم الاحزاب أشدّ و أحرق من الريح العقيم الصرصر الذي جاء على قوم عاد.
قال حذيفة: انّ ابا سفيان قال: «يا معشر قريش انّكم و اللّه ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكراع و الخفّ، و اخلفتنا بنو قريظة، و بلغنا عنهم الذي نكره، و لقينا من شدة الريح ما ترون، ما تطمئن لنا قدر، و لا تقوم لنا نار، و لا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فانّي مرتحل، ثم قام الى جمله و هو معقول، فجلس عليه، ثم ضربه فوثب به على ثلاث، فو اللّه ما أطلق عقاله الّا و هو قائم ...».
ثم نهضت قريش و حملت أثقالها و لحقت بأبي سفيان.
(2)
«غزوة بني قريظة»
ثم كانت غزوة بني قريظة (بضم القاف) في هذه السنة، و ذلك انّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) لما انصرف مع المسلمين من الخندق ذهب الى بيت فاطمة عليها السّلام فوضع لامته و اغتسل و استحمّ و تطيّب فاتاه جبرئيل عليه السّلام فقال: أو قد وضعت السلاح يا رسول اللّه و اللّه ما وضعت الملائكة لامتها، انّ اللّه يأمرك يا محمد بالمسير الى بني قريظة فانّي سابقك و مزلزل بهم حصنهم، فاجعله كالبيضة التي أصابتها الحجارة.
(3) فأذن بلال في الناس أن لا يصلينّ العصر أحد الا في بني قريظة، فحاصرهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) خمسة عشر يوما و قيل خمسة و عشرين يوما و كانت الحرب بينهم بالنبل و الاحجار، حتى قذف اللّه تعالى الرعب في قلوبهم و جزعوا جزعا شديدا، فلمّا اشتدّ عليهم الحصار نزلوا من القلاع و رضوا بحكم سعد بن معاذ فيهم.
فقال سعد: قد حكمت ان تقتل رجالهم و تسبى ذراريهم و نساؤهم و تقسم غنائمهم