اسم الکتاب : تذكرة الخواص المؤلف : سبط بن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 264
ابن الزبير الى ابن الحنفية يقول له بايعني و بعث اليه عبد الملك بن مروان يقول له كذلك فقال لهما انما أنا رجل من المسلمين اذا اجتمع الناس على امام بايعته فلما قتل ابن الزبير بايع عبد الملك.
و قال وهب بن منبه: كانت القلوب مائلة الى محمد ابن الحنفية، و كان المختار بن أبي عبيدة يدعو اليه بالكوفة و يراسله و يقول انه المهدي و هذا مذهب الكيسانية و هم طائفة من الامامية أصحاب المختار بن أبي عبيدة؛ و كان المختار يلقب بكيسان؛ و جماعة من الكيسانية يزعمون ان محمد ابن الحنفية لم يمت و انه مقيم بجبل رضوى في شعب منه و معه أربعون من أصحابه دخلوا ذلك الشعب فلم يوقف لهم على اثر و انهم أحياء يرزقون، و فيهم يقول كثير عزة (و كان من الكيسانية):
ألا إن الأئمة من قريش* * * ولاة الأمر أربعة سواء
عليّ و الثلاثة من بنيه* * * هم الأسباط ليس لهم خفاء
فسبط سبط إيمان و بر* * * و سبط غيبته كربلاء
و سبط لا يذوق الموت حتى* * * يقود الخيل يقدمها اللواء
و قوله: سبط مجازا، و انما أراد الولد، و لو قال ابن لا يذوق الموت كان أولى. و من الكيسانية السيد الحميري و اسمه اسماعيل بن محمد و هو القائل:
ألا قل للإمام فدتك نفسي* * * أطلت بذلك الجبل المقاما
أضر بمعشر والوك منا* * * و سموك الخليفة و الإماما
و عدوا أهل هذا الأرض طرا* * * مقامك فيهم ستين عاما
و ما ذاق ابن خولة طعم موت* * * و لا وارت له أرض عظاما
لقد امسى بمورق شعب رضوى* * * تراجعه الملائكة الكراما
هدانا اللّه إذ حزنا لأمر* * * به ولديه نلتمس التماما
و قال السيد أيضا:
يا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى* * * و بنا اليه من الصبابة أشوق
حتى متى و إلى متى و كم الذي* * * يا بن الوصي و أنت حي ترزق
قال الواقدي و لما علم ابن الزبير بقصة محمد مع المختار و طلب منه ان يبايعه حبسه
اسم الکتاب : تذكرة الخواص المؤلف : سبط بن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 264