responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تذكرة الخواص المؤلف : سبط بن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 250

و هو الذي ابتكرها ثم قتل عنها و قد ولدت له فاطمة و كانت من الجمال و الأدب و الظرف و السخاء بمنزلة عظيمة و كانت تأوي الى منزلها الأدباء و الشعراء و الفضلاء فتجيزهم على مقدارهم و كان مصعب بن الزبير اصدقها ستمائة الف و لما قتل عبد الملك بن مروان مصعب بن الزبير خطبها فقالت ابعد ما قتل ابن الزبير لا و اللّه لا كان هذا أبدا.

و قال هشام بن محمد: اجتمع على بابها جماعة من الشعراء لتخاير بينهم، و كانوا يرضون بحكمها لما يعرفون من أدبها و بصارتها بالشعر فأحسنت ضيافتهم و اكرمتهم، و كان فيهم الفرزدق، و جرير؛ و كثير عزة، و نصيب، و جميل فنصبت بينها و بينهم ستارا و اذنت لهم فدخلوا عليها؛ و كانت لها جارية قد روت الأشعار و الاخبار و علمتها الأدب فخرجت من عندها الجارية فقالت أيكم الفرزدق؟ فقال ها أنا، فقالت أ لست القائل:

هما دلتاني من ثمانين قامة* * * كما انقض باز أقتم الريش كاسره‌

قلما استوت رجلاي في الارض قالتا* * * احي فيرجى أم قتيل نحاذره‌

فقال نعم؛ فقالت فما الذي دعاك الى افشاء سرك و سرها هلا سترت عليها و على نفسك خذ هذه الف دينار و الحق بأهلك.

ثم قالت: أيكم جرير؟ فقال ها أنا، فقالت أ لست القائل:

طرقتك صائدة القلوب و ليس ذا* * * وقت الزيارة فاذهبي بسلام‌

قال نعم، قالت و أي ساعة احلى من ساعة الزيارة، خذ هذه الف دينار و الحق بأهلك.

ثم قالت: أيكم كثير عزة؟ فقال ها أنا ذا، فقالت أنت القائل:

يقر بعيني ما يقر بعينها* * * و احسن شي‌ء ما به العين قرت‌

فقال نعم، قالت أفسدت الحب بهذا التعريض خذ هذه الف دينار و انصرف.

ثم قالت: أيكم نصيب؟ فقال ها أنا ذا؛ فقالت أنت القائل:

من عاشقين تواعدا و تراسلا* * * حتى اذا نجم الثريا حلقا

اسم الکتاب : تذكرة الخواص المؤلف : سبط بن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 250
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست