responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تذكرة الخواص المؤلف : سبط بن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 198

و اغلالا و ضيق عليهم حلق الحديد فاثرت في ارجلهم حتى أتى بهم الربذة لأن أبا جعفر لم يدخل في تلك الحجة الى المدينة بل أقام بالربذة حتى وصلوا في المحافل عراة ليس تحتهم وطأ و لا وسائد و أبو جعفر ينظر اليهم من وراء ستر.

قال الطبري: حمل معهم نحوا من أربعمائة من (جهينة و مزينة) و غيرهم من القبائل.

قال عبد الرحمن بن أبي الموالي فانا رأيتهم بالربذة ملقين في الشمس فدعى أبو جعفر بمحمد الديباج و كانت ابنته تحت ابراهيم بن عبد اللّه بن حسن فقال له اخبرني اين الكذابان الفاسقان يعني ابراهيم، و محمد، ابني عبد اللّه بن حسن بن حسن فقال و اللّه ما أدري فضربه أربعمائة سوط ثم القى عليه قميصا غليظا ثم نزعه فخرج جلده معه و كان من أحسن الناس و لهذا سمي الديباج و أصاب عينه سوط فذهبت عينه و حمل مكبلا الى أخيه عبد اللّه بن حسن و هو عطشان فلم يتجاسر احد يسقيه ماء فصاح عبد اللّه يا معشر المسلمين أ يموت أولاد رسول اللّه (ص) عطاشا ثم ركب أبو جعفر في محمل و معادله الربيع في الشق الآخر و حمل بنو حسن على اقتاب الجمال مكشوفة رءوسهم و الشمس تقرعها و ليس تحتهم غطاء عرايا عطاشا جياعا فمر بهم يوما أبو جعفر و هو في محمله و قد غطاه بالحرير و الديباج فناداه عبد اللّه بن حسن يا أبا جعفر هكذا فعلنا بكم يوم بدر فلم يكلمه، يشير الى فعل النبي (ص) بالعباس لما أسر يوم بدر و بات يئن في قيوده أو في قيده فقال لقد منعني انين العباس الليلة ان انام ثم حل عنه.

و ذكر الصولي في (الأوراق) أن ابن أبي الزناد السعدي لما اخرجوا من المدينة على الجمال و كل واحد يعادله جندي قال:

من لنفس كثيرة الاشفاق* * * و لعين كثيرة الاطراق‌

جمدت للذي دهاها زمانا* * * ثم جادت بدمها المهراق‌

لفراق الذين راحوا الى المو* * * ت عيانا و الموت مر المذاق‌

ثم ظلوا يسلمون علينا* * * باكف مشدودة في وثاق‌

قال هشام بن محمد: و اسم ابنه الديباج التي زوجها ابراهيم رقية فلم يزالوا سائرين حتى قدم بهم أبو جعفر الكوفة على أسوإ حال.

اسم الکتاب : تذكرة الخواص المؤلف : سبط بن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست