responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحقيق الحلقة الثانية المؤلف : الحائري، السيد علي أكبر    الجزء : 1  صفحة : 75

اللفظ و صورة المعنى. فمسلك الاعتبار هو الصحيح، و لكن بهذا المعنى. و بذلك صحّ أن يقال: إنّ الوضع قرن مخصوص بين تصوّر اللفظ و تصوّر المعنى بنحو أكيد لكي يستتبع حالة إثارة أحدهما للآخر في الذهن.

و من هنا نعرف أنّ الوضع ليس سبباً إلّا للدلالة التصوّريّة، و أمّا الدلالتان التصديقيّتان الاولى و الثانية فمنشؤهما الظهور الحاليّ و السياقيّ للكلام، لا الوضع.

الوضع التعيينيّ و التعيّني:

و قد قسّم الوضع من ناحية سببه إلى تعيينيٍّ و تعيّني: فقيل: إنّ العلاقة بين اللفظ و المعنى إن نشأت من جعل خاصٍّ فالوضع تعيينيّ، و إن نشأت من كثرة الاستعمال بدرجة توجب الالفة الكاملة بين اللفظ و المعنى فالوضع تعيّني.

و يلاحظ على هذا التقسيم: بأنّ الوضع إذا كان هو الاعتبار أو التعهّد فلا يمكن أن ينشأ عن كثرة الاستعمال مباشرةً، لوضوح أنّ الاستعمال المتكرّر لا يولِّد بمجرّده اعتباراً و لا تعهّداً، فلا بدّ من افتراض أنّ كثرة الاستعمال تكشف عن تكوّن هذا الاعتبار أو التعهّد، فالفرق بين الوضعين في نوعيّة الكاشف عن الوضع‌ [1].

و هذه الملاحظة لا ترد على ما ذكرناه في حقيقة الوضع من أنّه (القرن الأكيد) بين تصوّر اللفظ و تصوّر المعنى، فإنّ حالة (القرن‌

----------


[1] فتارة يكون الكاشف عن الوضع إعلام الواضع نفسه، و اخرى يكون الكاشف عنه كثرة الاستعمال، و سبب الوضع على كلا التقديرين أمر واحد و هو إعمال الاعتبار أو التعهّد.

اسم الکتاب : تحقيق الحلقة الثانية المؤلف : الحائري، السيد علي أكبر    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست