responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحقيق الحلقة الثانية المؤلف : الحائري، السيد علي أكبر    الجزء : 1  صفحة : 158

المبدل لا البدل. و مثال ذلك أن نقول: إنّ السلوك العامّ المعاصر للمعصومين كان منعقداً على اعتبار الظواهر و العمل بها، إذ لو لا ذلك لكان لا بدّ من سلوك بديل يمثّل طريقةً اخرى في التفهيم، و لمّا كانت الطريقة البديلة تشكّل ظاهرةً غريبةً عن المألوف كان من الطبيعيّ أن تنعكس و يشار إليها، و التالي غير واقع فكذلك المقدّم، و بذلك يثبت استقرار السيرة على العمل بالظواهر.

الطريق الخامس: الملاحظة التحليليّة الوجدانيّة، بمعنى أنّ الإنسان إذا عرض مسألةً على وجدانه و مرتكزاته العقلائيّة فرأى أنّه منساق إلى اتّخاذ موقف معيّن، و لاحظ أنّ هذا الموقف واضح في وجدانه بدرجة كبيرة، و استطاع أن يتأكّد من عدم ارتباطه بالخصوصيّات المتغيّرة من حال إلى حال و من عاقل إلى عاقل بملاحظة تحليليّة وجدانيّة أمكنه أن ينتهي إلى الوثوق بأنّ ما ينساق إليه من موقف حالةٌ عامّةٌ في كلّ العقلاء، و قد يدعم ذلك باستقراء حالة العقلاء في مجتمعات عقلائيّة مختلفة للتأكّد من هذه الحالة العامّة. و هذا طريق قد يحصل للإنسان الوثوق بسببه، و لكنّه ليس طريقاً استدلاليّاً موضوعيّاً إلّا بقدر ما يُتاح للملاحِظِ من استقراء للمجتمعات العقلائيّة المختلفة.

سكوت المعصوم‌

و أمّا سكوت المعصوم الدالّ على الإمضاء فقد يقال: إنّ من الصعوبة بمكان الجزمَ به، إذ كيف نعرف أنّه لم يصدر من المعصوم ما يدلّ على الردع عن السيرة المعاصرة له؟ و غاية ما نستطيع أن نتأكّد منه هو عدم وجود هذا الردع في ما بأيدينا من نصوص، غير أنّ ذلك لا يعني‌

اسم الکتاب : تحقيق الحلقة الثانية المؤلف : الحائري، السيد علي أكبر    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست