اسم الکتاب : تحفة الأزهار و زلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار المؤلف : الحسيني المدني، ضامن بن شدقم الجزء : 2 صفحة : 97
فصل في اقدام القوم و هجومهم بعد قتلهم الحسين (عليه السّلام) على حرمه و اهل بيته و شيعتهم
و طافوا بهم كالمعصم من السوار، فنهبوهم و انتزعوا ما عليهم من الحلي، حتى الملبوس من الثياب، و قد رئيت المرأة تنازع الرجل ثوبها لتستر به بدنها فلم يدعها فصحن بالبكاء في وجه عمر بن سعد فنادى مناديه بعدم التعرض لهن و اعادة ما اخذ منهن اليهنّ، فلا رأيت احدا يصغي إلى قوله، و يطيع امره فجعل عليهن حرسا يمنع التعرض لهن [1].
قال الشيخ المفيد في ارشاده: (ثم ان عمر بن سعد سرح برأس الحسين (عليه السّلام) [مع خولي بن يزيد الاصبحي و حميد بن مسلم الازدي] إلى عبيد اللّه بن زياد [و امر برؤوس الباقين من اصحابه و اهل بيته فقطعت و كانوا اثنين و سبعين رأسا و سرح بها مع] [2] الشمر بن ذي الجوشن، و قيس بن الأشعث، و عمرو بن الحجاج، و عند زوال الشمس يوم الحادي عشر من شهر عاشوراء رحل بذاته و جيوشه و معه علي بن الحسين (عليه السّلام) و الاسارى من اهل بيته و شيعتهم، و ابقوا القتلى في موضعهم من غير دفن، فأتاهم قوم من بني اسد كانوا نزولا بالغاضرية، فصلوا عليهم و دفنوهم.
فاما الحسين (عليه السّلام) دفنوه بموضعه المعروف الآن، و بنوه علي و عبد اللّه و اهل بيته و شيعته عند رجليه، و اما اخوه العباس في موضعه المعروف الآن على طريق الغاضرية.
و لما وصلوا إلى الكوفة برأس الحسين (عليه السّلام) و اهل بيته و شيعته، تلقاهم اهلها فمنهم ضاحك مستبشر، و منهم حزين كئيب مكدر، فوضع بين يدي ابن زياد فجعل ينظر إليه، و يبتسم ضاحكا فرحا مسرورا، يضرب ثناياه بقضيب. فقال له زيد بن ارقم صاحب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و هو يومئذ كبير: ارفع قضيبك [هذا] عن هاتين الشفتين فو اللّه الذي لا اله الّا هو عالم الغيب و الشهادة، اني لقد رأيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) يقبلهما مالا احصيه، ثم انه انتحب يبكي عليه، فقال له ابن زياد: ابكى اللّه قلبك ما تبكي على ما انعم اللّه تعالى على امير المؤمنين يزيد بالفتح، و اللّه لو لا انك شيخ كبير قد خرفت و ذهب عقلك لضربت عنقك، فقال: يا ليتني كنت له الفداء، و نهض ماضيا إلى بيته) [3].