responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحفة الأزهار و زلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار المؤلف : الحسيني المدني، ضامن بن شدقم    الجزء : 2  صفحة : 72

قال: امض إليه و حل بينه و اصحابه و بين الماء، و ابذل الجهد في قتلهم ان لم يبايعوك ليزيد.

فكان نزول الحسين (عليه السّلام) بكربلاء ليوم الأربعاء، و قيل الخميس لثاني شهر محرم الحرام سنة 61 [1] فاتاه عمر بن سعد و حال بينه و بين الماء، فنهاه جماعة من المهاجرين و الأنصار، و ندموه، فمنهم كامل بن ... [2] لما بينهما من المودة و الصداقة السابقة مع سعد بن أبي وقاص. قال له: يا عمر اصغ لحديث احدثك به، راجيا من اللّه عز و جل ان يوفقك لقبوله و الفوز بالجنان بعد الترك عما أنت مصر عليه. اعلم انّي قد سافرت مع ابيك إلى الشام فانقطعت بي مطيتي عن اصحابي، فتهت عن الطريق من عدم الرفيق، فكضني العطش حتى كدت ان اهلك، فلاح لي هذا الدير، فملت إليه و نزلت عن فرسي عند الباب، فاشرف [الراهب‌] علي و قال: ما تريد، فقلت ضللت عن الطريق و عطشت، فقصدتك لتسقيني ماء. قال: كيف لي ان اسقيك و أنت من الامة الذين يقتلون اولاد نبيهم على حب الدنيا و زخارفها، و يتسابقون عليها، و يتأسفون على ما فاتهم منها. فقلت: لست من اولئك الذين عنيتهم، بل انا من الامة المرحومة، و هي امّة خاتم الأنبياء محمد (صلّى اللّه عليه و آله و سلم). قال: اني أراكم اشرارا، ليس اشر منكم على وجه الأرض، فالويل ثمّ الويل لكم يوم القيامة عند زلل الاقدام، فو اللّه اني اراكم تعدون كعدو النعام على منع حقوق عترة نبيكم التي اوجبها اللّه تعالى لهم على العباد فتقتلونهم و تطردونهم و تشردونهم و تأسرونهم و تستبيحون اموالهم بغير حق، و اللّه لئن فعلتم ذلك لبكت عليه السموات السبع و الأرضين السبع و البحار السبع و البراري و القفار و الطير و الوحش و جميع ما خلق اللّه تعالى، و تدعوا على قاتله و الساعي في ذلك، فيستجيب اللّه تعالى دعاءها، فيعجل به الى النار، فلم يزل فيها مخلدا، و يعذب عذاب اهل الدنيا و أشد ممّا يعذّب به فرعون و هامان ثمّ يظهر اللّه تعالى في آخر الزمان رجلا من نسله يملأ الأرض قسطا و عدلا، كما ملئت ظلما و جورا، فيأخذ بثاره، فلا يدع على وجه الأرض مشركا باللّه فيهبط اللّه تعالى عيسى بن مريم فيصلي خلفه و يكون عونا له، فاسأل اللّه عز و جل ان يبلّغني الفوز بتقبيل اقدامه و الجهاد بين يديه، فافديه بنفسي و من حرّ السيوف، و لست انت ببعيد القرابة من قاتل ابن بنت نبيّكم، فقلت: استعيذ باللّه ان اكون من اولئك القوم، و اسأله سبحانه الّا اكون من قرابتهم. قال: قد قلت لك، فاحفظ


[1]. في ب: (سنة 60) و ما أثبتنا من المراجع الأخرى.

[2]. بياض في ب.

اسم الکتاب : تحفة الأزهار و زلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار المؤلف : الحسيني المدني، ضامن بن شدقم    الجزء : 2  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست