فلم يجبها من الورى احد* * * و قالت الغوث من مصيبتنا
و دعتك اللّه يا حسين متى* * * يا سيدي باللقا تواعدنا
و زينب في النساء قائلة* * * اين مراد المنافقين بنا
لم يكفهم ذلّنا و غربتنا* * * فالشتم و الضرب فوق عاتقنا
يسيّرونا على المطي بلا* * * سترو في كسبهم براقعنا
يا ويلهم ما أشدّ كفرهم* * * ما يرحمونا لوجه خالقنا
يا حادى العيس لا رحمت فكم* * * في السير بابن الزنيم تعنفنا
كم نطلب الرفق ما نحصله* * * و الرأس فوق القناة يقدمنا
و اذلنا بعدهم و غربتنا* * * و اطول تشتيتنا و محنتنا
كان جميع الأنام يغبطنا* * * رقّ لنا اليوم قلب حاسدنا
يا آل بيت النبي رزءكم* * * انحل ابداننا و أزعجنا
قد خول الكل عن مسرتنا* * * و قبل أنّ المشيب شيّبنا
لا رحم اللّه من سعى لكم* * * في الظلم قدما و من عليه بنا
ويل ابن سلمى و ويل صاحبه* * * قد فتنا العالمين و افتتنا
فلعنة اللّه لا تزال على* * * روحيهما عد من قصى و دنا
و من تولاهما و مال الى* * * توليهما او إليهما ركنا
يا صفوة اللّه لا نظير لكم* * * يا من بهم سمّيت منى بمنى
عبدكم الدرمكي باعكم* * * مهجته إذ نقّدتم الثمنا
في قولكم لا يخاف من مسكت* * * كفاه في حشره ولايتنا
يا آل (طه) و (هل أتى) و (سبا)* * * و من إلى قصدهم توجّهنا
صلّى عليكم الهكم ابدا* * * ما صاح طير و ما علا غصنا [1]
[1]. المنتخب للطريحي 262- 265.