responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحفة الأزهار و زلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار المؤلف : الحسيني المدني، ضامن بن شدقم    الجزء : 2  صفحة : 122

فصل في حضور علي بن الحسين (عليه السّلام) و كلامه ليزيد بن معاوية بالشام:

قال: لما حضر علي بن الحسين (عليه السّلام) و اهل بيته و شيعتهم، وقفوا بين يدى يزيد، فقال علي بن الحسين (عليه السّلام): يا يزيد لو رآنا جدنا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) مغللين بالاغلال ففكّها عنا.

قال: صدقت و اللّه، فامر برفعها عنهم.

ثم قال: يا يزيد لو رآنا جدنا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) على بعد منه فقربنا إليه.

قال: صدقت و اللّه ادن مني فدنا منه حتى اجلسه بازائه على سريره، فقال له: يا علي ان اباك قد قطع رحمي، فنازعني في سلطاني فصنع اللّه تعالى به ما قد رأيته و لو لم يكن منه ذلك لما كان منا ذلك لانه عندي اعزّ و اجلّ من جميع الخلق، و لكن اللّه غالب امره، و نافذ حكمه، قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدْراً [1]، لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولًا [2].

فقال (عليه السّلام): ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى‌ ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ [3]. فقال يزيد لابنه خالد: اجبه يا بني. قال: بماذا؟ قال: بقوله تعالى: ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ [4] من عباده المؤمنين‌ [5].

ثم قال يزيد: يا علي أتصارع ولدي هذا؟

قال (عليه السّلام): لست بمصارع، و لكن اعطني سكينا و اعطه اخرى فليقتل اقوانا اضعفنا.

فقال: و اللّه لا تلد الحيّة الّا حوية.

قال ابو مخنف رضى اللّه عنه: (روى ان يزيدا امر بالصلاة جامعة، فلما اجتمعوا امر غلامه ان يصعد المنبر و كل مثلبة في بني امية يجعلها في آل بيت الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و كل منقبة فيهم يجعلها في بني امية، ففعل ذلك بحضور علي بن الحسين (عليه السّلام)، فلما انتهى قال علي بن الحسين (عليه السّلام): يا يزيد، قد شفيت قلبك بالكذب و البهتان على جدي و ابي (عليه السّلام)، فدعني اصعد المنبر، و اتكلم بكلام للّه به رضى و للمسلمين‌


[1]. سورة الطلاق/ 3.

[2]. سورة الأنفال/ 42.

[3]. سورة الحديد/ 22.

[4]. سورة الشورى/ 30.

[5]. مقتل الخوارزمي 2/ 63 مع اختلاف قليل.

اسم الکتاب : تحفة الأزهار و زلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار المؤلف : الحسيني المدني، ضامن بن شدقم    الجزء : 2  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست