اسم الکتاب : تحفة الأزهار و زلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار المؤلف : الحسيني المدني، ضامن بن شدقم الجزء : 2 صفحة : 104
في حضور علي بن الحسين (عليه السّلام) و اهل بيته و شيعتهم عند عبيد اللّه بن زياد:
قال الشيخ المفيد (قدس سره) في ارشاده: (لما حضر علي بن الحسين (عليه السّلام) عند ابن زياد قال له ابن زياد: الحمد للّه على نعمائه الذي فضلنا بالنصر عليكم، و فضحكم بين عباده، و اكذب احدوثتكم و قتلكم شر قتلة.
فقال (عليه السّلام): الحمد للّه الذي تفضل علينا بالكرامة، منّا منه سبحانه، و جعلنا من ذرية نبيه محمد (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)، و طهرنا من الرجس تطهيرا، و انما الفضيحة الكبرى التي سود بها وجه الفاسق الفاجر الكاذب على اللّه و رسوله.
قال: اما رأيت ما فعل اللّه تعالى بكم من سوء فعالكم بالمسلمين، فقتلكم اشرّ قتلة؟
و قالت زينب بنت امير المؤمنين: اما علمت انّ القتل مكتوب من اللّه عز و جل في اللوح المحفوظ، و هو قوله تعالى: كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ[1] و قوله تعالى: يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها[2]، و سيجمع اللّه تعالى بينهم و بينك فيحاجونك بين يدى اللّه تعالى، فيخصمك جدهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم).
قال: سعى اللّه بنفسي من طاعتك، و العصاة من اهل بيتك. و امر بقتل علي بن الحسين (عليه السّلام) فتعلقت به عمته زينب، و بكت، و قالت: حسبك يابن مرجانة و اللّه اني لم افارقه حتى اقتل دونه، و اللّه انك قد قتلت كهفي، و ابرت اهلي، و قطعت فرعي، و اجتثثت اصلي، فان [يشفك هذا] فقد اشتفيت.
فقال: عجبا للرحم، و اللّه لئن قتلته لافتدته بنفسها، فاطلقوه لها، لعمري و اللّه هذه الشجاعة، لغريبة، و ليس هي بعجيبة و لا ببعيدة من شجاعة ابيها، فانه و اللّه كان شجاعا مقداما، ليس له شبيه قط ابدا [3].
و من كلامها عنده في اهل الكوفة: بعد ان حمدت اللّه عز و جل و اثنت عليه و صلت على النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) قالت: