اسم الکتاب : تحفة الأزهار و زلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار المؤلف : الحسيني المدني، ضامن بن شدقم الجزء : 2 صفحة : 102
و يمكن [1]الدين الذي لكم ارتضى* * * جهرا على رغم الزنيم العاتي [2]
قال: (و روي عن زيد بن ارقم (رض) قال: فلما طيف بهم، رأيت رأس مولاى الحسين (عليه السّلام) على سنان الرمح فسمعته يتلو قوله تعالى: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً[3] فارتعد جسدي، و وقف جميع شعر بدني، فناديت و اللّه يابن رسول اللّه رأسك اعجب و اعجب) [4].
ثم انهم اعادوه إلى باب قصر الامارة، فسمع تلك الليلة عند الرأس دوي كدوي الرعد، تسبيح الملائكة عنده، و في صبحها نادى ابن زياد بالناس قاطبة الحضور في المسجد، فلما اجتمعوا صعد المنبر، و حمد اللّه و اثنى عليه، و صلى على محمد (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) ثم قال:
(الحمد للّه الذي اظهر الحق بكلماته و اهله، و ايّد امير المؤمنين يزيد بن معاوية بالنصر و الفتح، و زهق الباطل و اهله، و قتل الكذاب بن الكذاب و اهل بيته و شيعته. ثم انّه سب امير المؤمنين علي ابن ابي طالب و ولده و اهل بيته و شيعتهم، فقال له عبد اللّه بن عفيف الأزدي (ره): لعنك اللّه يا عدو اللّه فيما فعلت و قلت في آل الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)، اما كفاك قتلك سبط نبي اللّه الحسين بن امير المؤمنين علي المرتضى، و قرة عين البتول فاطمة الزهراء، و اللّه انّك اكبر اهل الباطل و الضلال، و افسق الفجرة و الكفار، و اكذب ما على وجه الأرض، و اللّه لقد جئت شيئا فريا، بافترائك على النبي المختار و قتلك لعترته الأئمة الأطهار، المطهرين من الرجس و الأوثان، من الاله الرحيم الرحمن، قد ملت إلى فعل اسلافك اهل البغي و الطغيان، فاضحت طريق الفاسقين و اعلنت كلمة القوم الظالمين، و شيدت اركان هؤلاء المجرمين، و اعليت راية اسلافك الكافرين، فما كفاك ذلك تصعد على المنبر مقام الصديقين، و تسب عليّا امير المؤمنين و ولده الأئمة الطاهرين، ثم تزعم انّك رئيس المسلمين، فاين انت و الإسلام، و قد خالفت ما نصّ به رب الأنام، و صرّح به رسول مصباح الظلام، اما قرأت قوله تعالى: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى[5]، و قوله تعالى: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ