اسم الکتاب : تحفة الأزهار و زلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار المؤلف : الحسيني المدني، ضامن بن شدقم الجزء : 1 صفحة : 123
فقال معاوية: ما أردت بهذا.
فقال: أردت به ما أراد اللّه عز و جل يا ابن آكلة الأكباد.
قال: الست ترجو بهذا أن تكون خليفة فلست لها أهلا.
فقال (عليه السّلام): أما الخليفة فلا يكون إلّا من سار مسير رسول اللّه، و عمل بطاعة اللّه و أمره في عباده، ليس الخليفة من سار في عباد اللّه بالظلم و الجور، و عطل السّنن، و أتخذ الدنيا أما و أبا، و اتخذ الحياة الدنيا لهوا و لعبا ... [1]، فذلك منك، قد أصبت ملكا، فتمتع فيه قليلا، وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتاعٌ إِلى حِينٍ[2]، و هو قوله تعالى: قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ[3].
فقال معاوية لعمرو بن العاص: ما نسبني بالسب، و هتك عرضي بالفضيحة الكبرى عند الشّاميين أحد غيرك، فإنّهم قبل الآن لم يروا أحدا بعد اللّه و رسوله مثلي في النسب و الحسب، حتّى أشرت علي بما قصدته.
فقال: إن هذا أمر واضح أظهر من الشّمس في وقت الظّهيرة، لا تستطيع أمة الثقلين على دفنه، و لا تحريفه، فالحسن من أهل بيت النبوة، فأنواره ساطعة على كل مبدع كذّاب، أهل ذلك، فأطرق رأسه خجلا و لم يرد جوابا [4].
الفصل السّادس [5] في جواب المعترض على أبي محمد الحسن (عليه السّلام) في قبوله الهدنة و الصّلح مع معاوية:
قال [الطّبرسي في الاحتجاج] [6]: روى سليم بن قيس قال: لمّا اصطلح الحسن معاوية، صعد الحسن (عليه السّلام) المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، و صلّى على النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) ثمّ قال:
[1]. بياض في ب: و تكملته في الاحتجاج 1/ 419: (.. و ماله دولا) و النص بكامله يختلف قليلا عما ورد في الاحتجاج.