لا مفهوما، فانه اذا أنشأ الطالب طلبه و قال افعل فقد افاد فى كلامه ذلك ارادته للمطلوب، و بغضه عن نقيضه و زجره عنه فهما مفهومان متحصلان من انشاء واحد. و ان كان بمعنى طلب الترك كان الامر بالشىء عين النهى عن ضده العام إنشاء و مفهوما لان طلب الايجاد بعينه طلب ترك تركه.
«حول الترتب» «فى معنى الواجب التخييرى»
ثم ليعلم انه من البديهى ان الوجود نقيض العدم، فاذا تعلقت ارادة المولى بوجود شىء وجب تحصيل المقتضى للوجود و ازاحة موانعه و مزاحماته من الاضداد الوجودية، و لا ريب فى ان ارتفاع الوجود و تبدله الى العدم يكفى فيه ارتفاع بعض اجزاء علته، فيكون عدم الوجود تارة بانتفاء مقتضيه و اخرى بوجود ما يمنع عن وجوده او التشاغل بما يزاحمه فى الوجود من سائر اضداده، فلو فرض للشىء ضدان احدهما ذو صلاح يساوى صلاحه صلاح الضد المطلوب لم يجز للحكيم تخصيص طلبه بضد واحد معين، بل يكون الضدان عنده سواء فى متعلق ارادته و طلبه، و يتحصل من ذلك التخيير فيجوز للمأمور فى مقام الامتثال اختيار احدهما و ترك الآخر، اذ ليس للمولى الحكيم فى مثل ذلك الا ايجاب تخييرى متحصل من تعلق امريه بالضدين المتساويين فى المصلحة، فلا يلزم العبد بحكم العقل الا امتثال احد الامرين، و معنى التخيير فى الواجب على ما افاده المحقق العلامة صاحب الحاشية اعلى الله مقامه هو طلب الشىء مع المنع من بعض