مُحَمَّدِ أَمَامَكَ وَ أَرَانِي الْكَوْثَرَ وَ قَالَ يَا مُحَمَّدُ هَذَا الْكَوْثَرُ لَكَ دُونَ النَّبِيِّينَ فَرَأَيْتُ عَلَيْهِ قُصُوراً كَثِيرَةً مِنَ اللُّؤْلُؤِ وَ الْيَاقُوتِ وَ الدُّرِّ وَ قَالَ يَا مُحَمَّدُ هَذِهِ مَسَاكِنُكَ وَ مَسَاكِنُ وَزِيرِكَ وَ وَصِيِّكَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ ذُرِّيَّتِهِ الْأَبْرَارِ قَالَ فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَى بَلَاطِهِ[1] فَشَمِمْتُهُ فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ وَ إِذَا أَنَا بِالْقُصُورِ لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَ لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ.
وَ رَوَى أَيْضاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص صَلَّى الْغَدَاةَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى عَلِيٍّ ع فَقَالَ يَا عَلِيُّ مَا هَذَا النُّورُ الَّذِي أَرَاهُ قَدْ غَشِيَكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ فَأَخَذْتُ بَطْنَ الْوَادِي فَلَمْ أُصِبِ الْمَاءَ فَلَمَّا وَلَّيْتُ[2] نَادَانِي مُنَادٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا خَلْفِي إِبْرِيقٌ[3] مَمْلُوٌّ مِنْ مَاءٍ وَ طَشْتٌ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوٌّ مِنْ مَاءٍ فَاغْتَسَلْتُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا عَلِيُّ أَمَّا الْمُنَادِي فَجَبْرَئِيلُ وَ الْمَاءُ مِنْ نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ الْكَوْثَرُ عَلَيْهِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ شَجَرَةٍ كُلُّ شَجَرَةٍ لَهَا ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتُّونَ غُصْناً فَإِذَا أَرَادَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الطَّرَبَ هَبَّتْ رِيحٌ فَمَا مِنْ شَجَرَةٍ وَ لَا غُصْنٍ[4] إِلَّا وَ هُوَ أَحْلَى صَوْتاً مِنَ الْآخَرِ وَ لَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى كَتَبَ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ لَا يَمُوتُوا لَمَاتُوا فَرَحاً مِنْ شِدَّةِ حَلَاوَةِ تِلْكَ الْأَصْوَاتِ وَ هَذَا النَّهَرِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ وَ هُوَ لِي ذَلِكَ وَ لِفَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهِ شَيْءٌ.
فانظروا إلى هذا التأويل و ما فيه من الفضل المبين لمولانا أمير المؤمنين و ذريته الطاهرين صلوات الله عليهم صلاة باقية إلى يوم الدين.
[1] البلاط- بالفتح-: الأرض المستوية الملساء، الحجارة التي تفرش بها الدار. و في البرهان:
« ملاطه» و هو بالكسر، الطين الذي يطلى به الحائط.
[2] في م:« انصرفت».
[3] في م:« فاذا أنا بإبريق».
[4] في د بعد قوله« شجرة»:« و كلّ غصن من ذلك الشجرة له صوت، و ما من غصن ...».