[1] قوله تعالى:« فَانْصَبْ» من باب
علم من النّصب- بفتحتين- و هو التعب. و« فانصب» من باب ضرب من النّصب- بالفتح
فالسكون-. و على هذا استشكل بأنّه ليس في الآية إشعار بنصب علي عليه السّلام
بالولاية و الإمامة. لكنّا نقول إن قوله عليه السّلام« فانصب عليّا بالوصية» هو
تأويل و مرجع الأمر في« فانصب» أي فانسب و أتعب نفسك في اقامة علي عليه السّلام
بالوصاية، فإن في ذلك تعبا شديدا له صلّى اللّه عليه و آله حتّى خاف صلّى اللّه
عليه و آله و سلّم أن لا يتمكنوا له و لا يقبلوه منه ذلك فأنزل اللّه تعالى« وَ
اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ». و عجبا للقوم جعلوا النصب و التعب في الدعاء و
التعقيب- و قيام الليل و النوافل و عبادة الرب و جهاد النفس و طلب الشفاعة، و لم
يجعلوه في نصب علي عليه السّلام بالوصاية، و الحال أن اللّه تعالى نهاه عن التعب
في العبادة إشفاقا عليه فقال تعالى« طه* ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ
لِتَشْقى» و حثّه على هذا فقال:« وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما
بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ».
اسم الکتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : شرف الدين الأسترآبادي، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 785