هُوَ يَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ فَيَخْبِطُهُمْ بِالسَّيْفِ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ خَبْطاً[1] مَا يُعْرَفُ بِهِ سِيمَاهُمْ أَيْ عَلَامَاتُهُمْ بِأَنَّهُمْ مُجْرِمُونَ.
و قوله تعالى فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ.
تأويله
مَا رَوَاهُ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ رَحِمَهُ اللَّهُ مُسْنَداً عَنْ رِجَالِهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً مَا يَعْنِي بِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ خَيْراً نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ مَخْرَجُهُ مِنَ الْكَوْثَرِ فَالْكَوْثَرُ مَخْرَجُهُ مِنْ سَاقِ الْعَرْشِ عَلَيْهِ مَنَازِلُ الْأَوْصِيَاءِ وَ شِيعَتِهِمْ وَ عَلَى حَافَتَيْ ذَلِكَ النَّهَرِ جَوَارِي نَابِتَاتٌ كُلَّمَا قُلِعَتْ وَاحِدَةٌ نَبَتَتْ أُخْرَى سَمِينٌ تِلْكَ الْجَوَارِي بِاسْمِ ذَلِكَ النَّهَرِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كِتَابِهِ فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ فَإِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً فَإِنَّمَا يَعْنِي تِلْكَ الْمَنَازِلَ الَّتِي أَعَدَّهَا اللَّهُ لِصَفْوَتِهِ وَ خِيَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ[2].
وَ رَوَى أَيْضاً بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحَلَبِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ قَالَ هُنَّ صَوَالِحُ الْمُؤْمِنَاتِ الْعَارِفَاتِ قَالَ قُلْتُ حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ قَالَ هُنَّ الْبِيضُ الْمَصُونَاتُ[3] الْمُخَدَّرَاتُ فِي الْخِيَامِ الدُّرُّ وَ الْيَاقُوتُ وَ الْمَرْجَانُ لِكُلِّ خَيْمَةٍ أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ فِي كُلِّ بَابٍ سَبْعُونَ حِجَاباً لَهُنَ[4] وَ يَأْتِيهِنَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ كَرَامَةٌ مِنَ اللَّهِ لَيَسُرُّ اللَّهُ بِهِنَّ الْمُؤْمِنِينَ[5].
[1] رواه النعمانيّ في الغيبة: الباب 13 الرقم 39 ص 242. و خبطه خبطا: ضربه ضربا شديدا.
[2] روضة الكافي: ص 230 الرقم 298.
[3] في المصدر:« المضمومات» و قال العلّامة المجلسي( ره): أي اللاتي ضممن إلى خدورهن لا يفارقنه.
[4] في المصدر:« على كلّ باب سبعون كاعبا حجّابا لهنّ». و الكاعب: الجارية حين تبدو ثديها و يرتفع عن صدرها.
[5] روضة الكافي: ص 156 الرقم 147. و فيه« ليبشّر اللّه».