اسم الکتاب : تاريخ معالم المدينة المنورة قديماً و حديثاً المؤلف : الخياري، أحمد ياسين الجزء : 1 صفحة : 407
مسجد القبلتين
أهمية مسجد القبلتين:
يحتل مسجد القبلتين مكانة رفيعة في التاريخ الإسلامي، فهو يمثل لجميع المسلمين الواقعة التاريخية العظيمة حيث صلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلى بيت المقدس، ثم أمر بالتحول إلى الكعبة المشرفة. و لقد أخبر المصلون في هذا المسجد أثناء الصلاة عن تحول القبلة إلى مكة، فتحولوا إليها في أثناء صلاتهم؛ و لهذا سمي مسجد القبلتين. و قد كان هذا التحول مظهر استقلال عظيم للمسلمين ولدين الإسلام الذي أشعل في قلوب اليهود نارا حامية من الحقد الدفين و الحسد الشديد، فتقاولوا فيما بينهم مََا وَلاََّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ اَلَّتِي كََانُوا عَلَيْهََا .
فرد عليهم الله-عز و جل-بقوله: قُلْ لِلََّهِ اَلْمَشْرِقُ وَ اَلْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشََاءُ إِلىََ صِرََاطٍ مُسْتَقِيمٍ[1] .
و من هنا كانت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بالاهتمام بهذا الأثر الإسلامي المقدس، و ذلك في إطار عنايته و اهتمامه البالغ حفظه الله، و خطته المباركة الشاملة لتحسين و تجميل و تطوير المدينة المنورة. فصدر توجيهه-حفظه الله-بتوسعة و عمارة مسجد القبلتين، في حلة جديدة و طراز إسلامي يتسع للأفواج الكبيرة من المصلين الذين يزورون هذا المسجد لدى جولاتهم و زياراتهم لآثار و مساجد المدينة المنورة، و أكرم الله مؤسسة محمد بن لادن بهذا الشرف العظيم، فكان لها شرف توسعته و عمارته، حيث بدأت العمل بهدم و إزالة