اسم الکتاب : تاريخ معالم المدينة المنورة قديماً و حديثاً المؤلف : الخياري، أحمد ياسين الجزء : 1 صفحة : 276
أبي عنبة، و هي على ميل من المدينة المنورة فعرض أصحابه، و ردّ من استصغر [1] . و نقل الحافظ عبد الغني: أنه عرض جيشه عند بئر أبي عنبة بالحرة فوق هذه، أي السقيا إلى المغرب. فلعل العرض الأول عند المرور بالسقيا، ثم أعيد بعد نزوله بهذه بردّ من استصغر، و لعل هذه هي المعروفة اليوم ببئر «ودي» ، و هي أعذب بئر هناك، و لذا قال عمر لما اختصم في ابنه عاصم مع جدته إلى أبي بكر رضي الله عنه: ابني و يستسقي لي من بئر أبي عنبة.
بئر الأعواف: إحدى الصدقات النبوية:
روى ابن شبة عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان: «أنه توضأ رسول الله صلى اللّه عليه و سلم على شفة بئر الأعواف، صدقته، و سال الماء فيها، و نبتت نابتة على أثر وضوئه، و لم تزل فيها حتى الآن» [2] .
و لابن زبالة عن عثمان بن كعب قال: «طلب رسول الله صلى اللّه عليه و سلم سارقا فهرب منه، فنكبه الحجر الذي وضع بين الأعواف و بين الشطبية» . قال ابن عتبة: «فوقع السارق فأخذه رسول الله صلى اللّه عليه و سلم، و ترك رسول الله الحجر، و مسّه، و دعا له، فهو الحجر الذي فيما بين الأعواف و الشطبية يطلع طرفه يمسه الناس» [3] . و الأعواف اليوم جذع كبير قبلته المربوع و بشامية خنانة، فيه آبار متعددة. و الشطبية غير معروفة اليوم، و لعلها الموضع المعروف بالعتبى، شرقي ما يلي خنانة من الأعواف؛ لقوله مال ابن عتبة، و يستأنس له بكون الأعواف كانت لخنافة اليهودي [4] .